-->

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار/

أخبار السودان

اخبارعربية

اخبارعالمية

الاخبار العاجلة

الأحد، 28 أبريل 2019

الجيش كان تحت سيطرة الانقاذ


الواقع الراهن
الجيش كان تحت سيطرة الانقاذ لعشرات السنين، وقد عملت فيه بالسيطرة والتخريب والإضعاف والفوضى النابعة من غياب الكفاءة والوعي، لأنها كانت تخشاه، لكن ليس كل من في الجيش من الكيزان وليس كل الكيزان بالضرورة أبالسة. اعتصام الثوار في القيادة مدّ جسور الثورة للجنود والضباط المظلومين والمسحوقين مثلنا، وهؤلاء هم من أقالوا ابن عوف، وجاؤوا بالبرهان ابن المؤسسة العسكرية. الثورة هي خلاص البلاد كلها بما فيها الجيش، حيث يمكنه إعادة بناء نفسه وهيكلته وتنظيمه بما يتطلبه الواقع السوداني والعصر. الجيش بحاجة للثورة لأنها الطريق الصحيح له. وبحاجة للثوار رصيداً مسانداً يمنحه القوة للتخلص من آثار الإنقاذ، ولقهر من تبقى من أفرادها أو مراكزها في الجيش أو الأمن أو المليشيات. 
تجمع المهنيين السودانيين، والذي لم نكن نعرف عنه إلا القليل، عرفناه في الثورة، بالتخطيط والقيادة والتوعية، واستحق عن جدارة ثقة الناس، الذين لم يفكروا مرتين في الالتزام بجدول المظاهرات و أماكنها. التجمع بالتأكيد لم يصنع الثورة، لكنه بصراعه الطويل ضد الإنقاذ في النقابات لسنوات كان أفضل من يعمل في القيادة والحشد. والأهم أنه لم يكن حزباً نشكك فيه وننقسم بشأنه، كان تجمعاً نقابياً مهنياً، بغض النظر عن إنتماء من فيه لتيارٍ دون آخر. التجمع باعتباره قيادة الثورة بحاجة للتحالف مع المجلس لأن المجلس هو من سيقوم بالمهام الصعبة، تفكيك النظام، السيطرة على الأموال، مكافحة الفساد، إعادة هيكلة الأمن، السيطرة على المليشيات. والجيش مؤهل بدرجة كبيرة بقدراته الاستخبارية وقوته العسكرية الرادعة. التجمع بحاجة لسحب المجلس نحوه، بعيداً عن الحرس القديم. 
حميدتي قائد قوات الدعم السريع تعامل بوعي سياسي كبير منذ بداية المظاهرات وحتى الآن. ولا نعرف طموحاته السياسية ولا أوراقه المخفية، لكنه بحاجة للجيش وللثورة. لا يمكن لحميدتي أن يواجه الجيش، فالدعم السريع قوة خفيفة الحركة والتسليح تنفع في الهجوم والمباغتة لا أكثر. كما أن الحرب مع الجيش أو ضد الثورة لا يمكن أن تكون خياراً لرجل في ذكاء حميدتي. قد يطمح أو يطمع الرجل في أدوار سياسية، وقد يكتفي بالدعم السريع كما قال بنفسه. في كل الأحوال هو بحاجة لبلد مستقر ووضع قانوني نظيف، واحترام يعمل على كسبه. 
قوى إعلان الحرية والتغيير ليست على قلب رجلٍ واحد، ولن تكون. وهي مضطربة وعديدة الوجوه والاختلافات. لكنها بحاجة لأن تمر الفترة الانتقالية بسلام، لتقوم الانتخابات التي ترجو العودة عبرها لحكم البلاد. هي بحاجة لحليفها أو مكونها الأهم، تجمع المهنيين، ومن خلفه الثوار، لتضغط من أجل الحكومة المدنية، دون أن تتعجل المكاسب أو تخون التجمع والثورة لأنها لن تنهض من بعده. 
كل هذه الأطراف بحاجة لبعضها البعض لتستطيع الخروج بالبلاد من مأزقها الراهن أو لخدمة مصالحها نفسها. إن توافق هذه الأطراف مع بعضها سيصنع مع الوقت واقعاً جديداً خلال الفترة الانتقالية وحتى نهايتها. ذلك الواقع الجديد سيتطلب قراءةً جديدة، وتحالفاتٍ جديدة، وتنازلاتٍ جديدة. عليه دعوا التلكؤ والمزايدات والحِيَل والشكوك وامنحوا الثقة لبعضكم البعض، فالوقت يمرّ والضباع تحيط بالبلد.
#ثورة_واعية
سمؤال شفيع

اقراء ايضا عبر صفحات جريدة النخيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع

تكنولوجيا

أقلام واراء

ثقافة وادب

كاركاتير