-->

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار/

أخبار السودان

اخبارعربية

اخبارعالمية

الاخبار العاجلة

الخميس، 23 مايو 2019

عملية التنمر والاستفزاز التى تعرضت لها الاستاذه سلمى محمد صالح


الخروج للوطن بكل شيئ..
--------------------------
عملية التنمر والاستفزاز التى تعرضت لها الاستاذه سلمى محمد صالح عمر بالامس فى ميدان الاعتصام وطريقة تعاملها مع الامور وردود الافعال من جميع الاطراف تعتبر هى النموذج الاوضح لما يحدث الان وما ينبغى فعله..
فمن جهة يعتبر بعض الثوار انفسهم اوصياء على الحركة الثورية ورقباء على جميع الاشخاص وانهم هم اصحاب الحقيقة المطلقة..
ومن جهة اخرى يعتبر البعض ما تعرضت له الاستاذه سلمى هو انكشاف وجه الاقصاء (العلمانى) فى مواجهة كل صاحب ملمح اسلامى..
ولكن قبل هذا وذاك يجب توضيح من هى سلمى محمد صالح عمر للذين لا يعرفونها..
البنت ذات التسعة اعوام عندما اغارت طائرات النظام المايوى المسنود باليسار فى بدايات سبعينات القرن الماضى على الجزيرة ابا ورحلتها للهروب من القصف مع مجموعات من النساء والاطفال 
ثم اكتشافها مقتل والدها الاسلامى الكبير مع ثلة من الاسلاميين والانصار كانوا يقاومون الحكم المايوى
الطبيعى فى الامر ان تنشأ فى نفسها علاقة بغض جذرى لليسار قاتل ابيها والذى بسببه اصبحت يتيمة مع اخوانها ومقاسات التربية والتنشئة وعبور الحياة فى ظل ظروف بالغة التعقيد..
ولكن هذه السيدة الاسلامية النبيلة عند يقينها من سوء حكم اخوانها كانت لها وقفتها من هذا النظام وعملها النضالى الدؤوب والفاعل فى ظل واقع كان يتيح لها امتيازات خاصة او مناصب مبذولة لمن شاء..
وتسامت مرتين .. مرة فوق جراحاتها ووجعها التاريخى وثأرها الشخصى ومرة فوق المطامع والمناصب فظلت موظفة عادية كسائر الموظفين فى هذا البلد..
تنافح بالكلمة والنقد وتوجت ذلك بخروجها فى مظاهرات يناير 2017 خلف تحالف عريض كان فى مقدمته الاستاذ محمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعى..
وكان قولها مشاكل الوطن وقضيته اكبر من المشاكل الخاصة وثأرات الماضى..
هل هى تسير فى ركاب اليساريين؟؟ طبعا لا
هل هى تبحث عن سلطة و مكانه طبعا لا فمن السلطة فرت ..
هى تسير فى ركاب الوطن والناس وقضايا الشعب..
تعلم ان الاختيارات ليست مع اليمين او اليسار او متابعة هؤلاء او اولئك لان الوطن اكبر من تيارين واوسع من ايدلوجيا..
ظلت زبونه مستمرة لمعتقلات الجهاز واحيانا مع ابنتها..
وظلت كثيرا تفترش ارض الاعتصام رغم خروجها من عملية قريبة..
لا اظن احد يرهقنى فى النقد والتقريع والتوبيخ فى الوسائط الخاصة مثل ماما سلمى تدفع برؤاها للاصلاح والتصحيح وتدارك اخطاء الثورة وما ينبغى ان يحدث..
تنقد فى محل النقد واوانه وتشجع فى مكان التشجيع والدعم.
موقفها الجذرى من الاصلاح الوطنى هو مشكلتها فى ظل تفكير منغلق يسيطر على ذهنية الفعل السياسى السودانى الذى لا يرى الا الانا وعدوى الانا ومن هو ضدى..
لا مساحات الا ان تكون معى او ضدى ان لم تكن معى فانت ضدى او يستغفلك الاخرون فى مشروعاتهم..
فعليها ان تقاتل الجميع من اجل الوطن وهو ما تفعله حقا..
هى وحدها لا يستطيع ان يزايد عليها احد فى الوجع الخاص
ولا يستطيع ان يزايد عليها احد فى نقد الرفاق
ولا يستطيع ان يزايد عليها احد فى العمل النضالى
ولا يستطيع ان يزايد عليها احد فى الحكمة والبصيرة
اضحك من اولئك الصبية هنا وهناك..
الذين يحاولون ان يضعوا ختمهم النضالى على امثال سلمى
واضحك من الاخرين الذين يقولون (لن يقبلوا منك لانك اسلامية) ولا يعلمون ان لا مقبولية يحمل ختمها احد الا الوطن..
بالامس وفى ردها على احد المتداخلين من الذين ناصروها على المتنمرين وهو يريدها ان تقف عن فعلها قالت (الشباب موجوعين شديد وما يحدث طبيعى فقط امامنا عمل طويل لاحداث الاصلاح المطلوب)
سلمى نموذج للخروج من شرنقة الانتماءات الضاغطة على الاختيار
ونموذج للخروج من مصلحة الذات
ونموذج على تجاوز الاستفزاز والسخرية والشماته فكلها تأتى من عقول صغيرة وغير ناضجة واحيانا مريضة
وهى تمضى ببصيرتها للوطن لا تستسلم ولا تنكسر وتظل تقاتل الجميع ثم تقف فى اخر الصف تشجع الشباب ليحققوا احلامهم ويبنوا وطنهم ولو عبورا على أشلائها التى تبذلها بحب..
ما تقوم به سلمى لا يفعله الا قديسة كاملة المحبة للوطن.. ودورها كإنسانة بالغة الوضاءة والسمو.

بقلم: راشد عبدالقادر

اقراء ايضا عبر صفحات جريدة النخيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع

تكنولوجيا

أقلام واراء

ثقافة وادب

كاركاتير