ﺑﻘﻠﻢ : ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺧﺎﻟﺪ
ﻣﺪﺧﻞ : ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺍﺕ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺘﻲ ﺍﻷﻥ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺣﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﺍﻥ ﻫﻄﻮﻟﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺄﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻐﻔﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻛﺘﺐ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺃﺟﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ ﻭﺃﺟﺎﺩ ﺷﻌﺮ ﺍﻻﺧﻮﺍﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻄﻮﻝ ﻭﺧﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﻊ ﻟﻺﺣﺎﻃﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﺬﺍ ﺳﻨﺨﺼﺺ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﻻﺗﻪ ﻭﻫﻲ ( ﻋﺎﺑﺮﺓ ) ﻣﻦ ﻫﻲ ؟؟ ﺳﺆﺍﻝ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﻻ ﻧﻄﺮﺣﻪ ﻫﻨﺎ ﻟﻜﻦ ﻧﻠﺞ ﻋﺒﺮﻩ ﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻏﻨﺎﻙ ﻣﻠﻚ ﻣﻮ ﻣﻴﺮﻱ ﻟﻮ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻟﻲ
ﺇﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﻧﺒﺘﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺍﺕ ﻋﻠﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻛﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻹﺗﻘﺎﺩ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺴﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ﻭﻧﺘﻤﺮﻍ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻴﺮﻱ ( ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻏﻨﺎﻙ ﻣﻠﻚ ﻣﻮ ﻣﻴﺮﻱ ) ﻭﻟﻮ ﻓﺎﺗﻚ ﺍﻟﻤﻴﺮﻱ ……
ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻣﺎﻓﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻬﺪﻣﻨﻲ ﻳﺒﻨﻴﻨﻲ … ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 12 ) ( ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﻡ )
ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻣﺎﻓﻲ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻘﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻘﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻗﻮﺓ ﺗﺪﻣﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺗﺒﻨﻲ ﺑﺮﻗﺔ ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺑﻴﺪﻩ ﺳﻮﻱ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺄﺻﺒﺢ
ﻻ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻻﻗﻴﻠﻮ ﺷﺎﻃﻲ … ﻭﻻ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻻﻗﻴﻠﻮ ﻗﺎﻉ
ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﺘﻌﺔ ﻻ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺴﺎﻛﻢ ﺇﻧﺘﻮ .. ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻱ ﻧﺰﺍﻉ
ﻭﺗﺎﻧﻲ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻫﻮﺍﻛﻢ … ﻭﺗﻨﻔﺦ ﺃﺷﻮﺍﻗﻮ ﺍﻟﺸﺮﺍﻉ _ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 9 ) ( ﻛﻢ ﺑﻌﺎﻧﻲ )
ﻭﻳﻈﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﺷﻮﺍﻕ :
ﺭﺍﺟﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ .. ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﻫﻮ ﻏﺎﻓﻞ – ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 7 )
ﻭﺗﺘﻮﺍﻟﻲ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻹﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ :
ﻭﺣﺪﻱ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺮ ﺑﻜﻴﺘﻚ .. ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻤﻌﺔ
ﻭﺷﻔﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻲ .. ﺑﺎﻟﻜﻀﺐ ﻣﺎﻓﻮﻗﻮ ﺩﻣﻌﻪ
ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻧﻲ … ﻋﻤﺮﻱ ﺭﺍﺡ ﺃﺣﻼﻡ ﻭﺫﻛﺮﻱ – ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 8 ) ( ﺩﺳﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﻭﺩﺍﻋﻚ )
ﺗﻘﺘﻠﻪ ﺭﻗﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﺴﻘﻮﻁ ﻧﺨﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻄﻮﺓ ﺭﻳﺎﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻘﺎﺣﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ( ﺗﻤﻸ ﺣﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ )
ﻳﻮﻡ ﺗﻘﻊ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﻩ ﻧﺨﻠﻪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺗﻮ ﻓﻲ ﺻﺒﺮﻧﺎ
ﻳﻮﻡ ﺗﻘﻊ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﻩ ﻧﺨﻠﻪ ﺑﻨﺤﻤﻞ ﺍﺣﺰﺍﻥ ﻣﺎﻗﺪﺭﻧﺎ
ﻳﻮﻡ ﺗﻘﻊ ﻳﺎ ﻋﺎﺑﺮﻩ ﻧﺨﻠﻪ ﺗﻤﻼ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﻣﺮﺍﺭﻩ
ﻣﻦ ﻫﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ؟ ..
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺎﻳﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻤﺘﻦ ﻟﻪ ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ ..
ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻛﻴﻒ ﻣﺎﺿﻴﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻏﺪﻱ
ﺍﻧﺴﺎﻩ ﻛﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎﻣﻠﻜﺖ ﻳﺪﻱ
ﻭﺑﻌﺮﺝ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻴﻘﻮﻝ :
( ﻏﻨﻴﺖ ﻟﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻭﻛﻨﻴﻦ ﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎﻛﻤﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎ ) ﻣﺪﻋﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺁﺧﺮ ﺩﻱ ﻋﺎﺑﺮﺓ .. ﺗﺎﻧﻲ ﺃﻟﻘﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻱ ﺗﺘﺮﻱ ) ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺗﺄﺧﻴﺮ ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑـ ﺁﺧﺮ ﺩﻱ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( ﺩﻱ ﺁﺧﺮ ﻋﺎﺑﺮﺓ ) ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭﺑﻼ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﺃﻥ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺘﻲ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺃﻭ ﻛﻨﻴﻦ ﺃﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻇﻞ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻣﻊ ﺳﺒﻖ ﺍﺻﺮﺍﺭ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺄﻭﺍﻥ ﻣﺤﺪﺩ ﻓﻘﻂ ﻣﺎﻧﻌﻠﻤﻪ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻭﺣﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﻟﻨﺎ ﻗﻮﻟﻪ :
ﺃﻧﺎ ﺍﻟـ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻴﻚ ﻣﻨﻘﺎﺩ
ﻣﺼﺮ ﺃﻣﻼ ﺍﻟﻔﺠﺎﺝ ﺇﻧﺸﺎﺩ
ﻭﺇﺫﺍ ﺇﻧﻄﺒﻘﺖ ﺑﻼﺩ ﻭﺑﻼﺩ … ﻣﻮﺍﻇﺐ ( ﻛﺎﻥ ﻏﻠﻂ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺡ ) ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 15 )
ﻣﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺄﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺍﺕ
ﺷﻬﺮ ﺗﻤﺎﻧﻴﻪ ﺩﺍﺭ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻋِﺰ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻭﺃﻣﻄﺎﺭﻭ
ﻭﺯﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﻞ ﻓﺮّﻗﻨﺎ ﺟﺎﻳﻲ ﻳﻜﻔِّﺮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻭ ( ﻋﺎﺑﺮﺓ 28 )
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻏﺴﻄﺲ ﻓﺮﺻﻪ ﻟﻲ ﺫﻛﺮﺍﻛﻲ .. ﺣﺎﺍﻣﻼﺑﻚ ﺍﻻﻣﺼﺎﺭ
ﻭﺣﺎ ﺍﻣﻼ ﺍﻟﻔﺠﺎﺝ ﺑﻲ ﻏﻨﺎﻛﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺻﺒﺖ ﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ( ﻋﺎﺑﺮﺓ 25 )
ﻭﻷﻥ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻫﻮ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻗﺎﻝ :
ﺑﻜﺮﻩ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﺰﻝ ﺧﺮﻳﻔﻚ ﻳﺎﻣﺎ ﺣﺎ ﺗﻨﺒﺖ ﺣﻘﺎﻳﻖ
ﻣﻦ ﻫﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ؟؟؟
ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎً ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻭ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺄﻧﺸﺪ :
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻭﺻﻔﻚ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻘﺎﻙ
ﺃﻭﺻﺎﻓﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﻦ ﻣﺎ ﻣﺴﺘﻮﺍﻙ
ﺣﻮﻟﺖ ﺩﻣﻊ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺣﺒﺮ ﺃﻟﻔﺖ ﻣﻌﺠﻢ ﻓﻲ ﻧﺪﺍﻙ
ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻳﺘﺼﺎﻳﺤﻦ ﻭﻳﻦ ﻳﺎﺗﺮﺍﻙ
ﻭﻣﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﻳﺪ ﻭﺇﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ( ﺳﺆﺍﻝ )
ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻗﺼﺎﻳﺪ ﻭﺍﻟﻐﺪ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ( ﻣﺤﺎﻝ )
ﻣﺤﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻱ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﻋﺎﺑﺮﺓ ( ﺩﻳﻨﺎﺻﻮﺭ ﻏﺮﺍﻣﻲ ) ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺗﻲ ﻭﻛﻼﻣﻲ ﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺯﺍﻝ – ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 5 ) ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﻋﻴﻮﻧﻚ
ﻣﺎﺿﻲ ﺯﺍﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﺮﺿﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﺌﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻘﻀﺎﺀ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻏﺎﻣﻀﺎً ﻛﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮﺭﺍﺕ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻠﻬﺚ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﻚ ﻃﻼﺳﻤﻪ
ﻣﻦ ﻫﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ؟؟؟
ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻬﻚ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﺷﺘﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻃﻴﺐ ﺑﺎﻛﺮ ﺃﻧﻮﻡ ﺇﻧﺠﻤﻪ
ﺃﺳﻤﻊ ﻟﻲ ﻗﻮﻝ ﺯﻱ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﻲ
ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺴﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ ( ﻳﻨﻀﻤﻮﺍ ﺑﻲ ﻭﺭﺍﻱ , ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻣﺎ ﻭﺭﻭﻧﻲ ) ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻟﻌﺎﺑﺮﻩ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺊ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻮﻻﻛﻲ
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻇﻞ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻣﺪﻱ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎﺣﺒﺘﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ
ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﺰﺍﻡ … ﻛﻠﻤﺎ ﺻﺪﺡ ﺷﺎﺩﻱ
ﺃﻫﺪﻳﻚ ﻣﺪﻱ ﺍﻷﻳﺎﻡ … ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺇﻧﺸﺎﺩﻱ
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺘﺨﻠﻴﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ
ﺣﻔﻈﺘﻚ ﻓﻲ ﺩﻓﺎﺗﺮﻱ ﺃﺷﻌﺎﺭ
ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭ
ﻭﺷﺎﻳﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺗﺬﻛﺎﺭ … ﻳﻤﺮ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻟﻴﻞ ﻭﺻﺒﺎﺡ ( ﻋﺎﺑﺮﺓ 15 )
ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﺳﻘﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺯﺍﻝ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺃﺷﻮﺍﻗﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﺇﺷﺘﻴﺎﻗﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻫﺎ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 1 )
ﺣﺒﺎً ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻱ .. ﻣﺘﻌﺜﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ
ﺩﻗﻴﺘﻠﻮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﺎﺏ .. ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻳﻠﺒﻴﻨﻲ
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 2 ) ﻣﺸﺘﺎﻕ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻳﻘﻮﻝ
ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﻙ ﺃﻧﻔﻖ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﺎﻟﻴﻬﺎ ﺣﺪ
ﺭﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻞ ﺍﻟﻬﺠﻴﻦ ﻃﺎﻟﺒﻮ ﺍﻷﻣﺪ
ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻼﻡ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﺓ ﻗﺪﺍﻣﻚ ﻭﻟﺪ
ﺭﺍﻳﻮ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻴﺸﻲ ﺍﻟﻨﻜﺪ
ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻠﻐﻪ ﻣﻦ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺍﺕ ﺣﺘﻲ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 11 ) ﺩﺍﻓﻦ ﺣﺰﻧﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻫﺎ :
ﻟﻮ ﺑﻘﺪﺭ ﺃﻃﻴﺮ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﺓ ﻣﺎﺑﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺟﻨﺤﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺠﺎﺑﺮﺓ ﺑﻤﺸﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻲ ﻛﺮﻋﻲ
ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﺷﻮﻗﻪ
ﻣﺎﺩﺍﻳﺮ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﺷﺘﻘﺖ ﺧﺎﻳﻔﻚ ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﻲ ﺃﻓﻲ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﻮﻗﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 13 ) ﻋﺼﻔﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺣﺮ ﺃﺷﻮﺍﻗﻲ ﻟﻴﻚ ﻳﺎﻋﺎﺑﺮﺓ ﺃﺣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻧﻬﺎﺭﻭ
ﻣﺘﺮﻗﺐ ﺯﻣﻦ ﻟﻘﻴﺎﻛﻲ ﺯﻱ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﺇﻓﻄﺎﺭﻭ
ﻣﺎﻧﺴﺎﻧﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﺻﺮﺍﺭﻭ
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ 28 ﻳﻘﻮﻝ :
ﺭﺍﺟﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻟﺴﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﺻﺮﺍﺭﻭ
ﺩﻳﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻓﻮﻗﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﺎ ﻃﻞَّ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻭ
ﺃﻱ ﺟﺬﻭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺪ ﺑﻔﺆﺍﺩﻙ ﻳﺎﺣﺒﻴﺐ ﻓﻼ ﻳﺸﻴﺦ ﺷﺒﺎﺏ ﺷﻮﻗﻚ ﺃﻭ ﻳﺨﻔﺖ ﺑﺮﻳﻖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ
ﺃﺗﺨﻴﻠﻪ ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺍﻱ ﻗﺼﻪ ﺭﻳﺪ ﺍﺷﻮﻓﺎ ﺍﻟﻘﻲ ﺻﻮﺭﺗﺎ ﻓﻲ ﻏﻼﻓﻪ . ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 24 )
ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺄ ﺃﻥ ﻳﺰﺟﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ
ﻳﺎﻧﻔﺲ ﺧﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﻋــــﺎﺑﺮﻩ ﻭﻳﻨﻚ ﻭﻳﻦ ﺳﻼﻓﻪ
ﻓﻬﻞ ﺗﺮﺗﺪﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﻢ ﺻﻬﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
ﻓﻲ ﻫﻮﺍﻙ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻬﺠﻮﺭ .. ﻣﺎﻫﻮﺍﻙ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻓﻨﻲ
ﺑﻲ ﺣﺮﻭﻑ ﻳﺎﻏﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ .. ﻓﻲ ﻭﺷﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺘﺒﻨﻲ
ﻫﻨﺎ ﻧﻠﻤﺲ ﻗﻮﺓ ﻭﺻﻼﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻣﻦ ﻗﺎﻉ ﺇﺳﺘﺴﻼﻣﻪ ﻓﺘﻴﺎ ﻣﺘﻮﻛﺄً ﻋﻠﻲ ﻋﺼﺎ ﻋﺸﻘﻪ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ
ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﺑﺮﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺍﻭﺡ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻚ ﻭﻳﻘﻴﻦ ﻭﺻﺮﺍﻉ .. ﻓﻴﻌﻮﺩ ﻟﻴﻘﻮﻝ :
ﻳﺎﺭﻳﺘﻨﻲ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﻋﻴﺶ ﻭﺭﺍﻙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﺮﺍﻉ
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻲ ﻭﺻﺤﺎﻱ
( ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺼﻞ )
ﻭﻧﻌﻮﺩ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻨﻜﺘﺸﻒ ﻗﺪﻣﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ( 9 ) ﺭﻏﻢ ﻣﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺒﺘﺪﺭﺍ :
ﻛﻢ ﺑﻌﺎﻧﻲ ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ .. ﻛﻠﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﻟﻲ ﺭﻳﺪﻛﻢ ﺇﻧﻄﻮﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﺿﻲ ﺿﺎﻉ
ﺣﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﻟﻘﻮﻟﻪ :
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺴﺎﻛﻢ ﺇﻧﺘﻮ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻱ ﻧﺰﺍﻉ
ﻭﺗﺎﻧﻲ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻫﻮﺍﻛﻢ ﻭﺗﻨﻔﺦ ﺃﺷﻮﺍﻗﻮ ﺍﻟﺸﺮﺍﻉ
ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺗﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﺑﻌﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ ﺑﻘﻠﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺟﻠﻴﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 10 ) ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ
ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﺎﺷﻖ ﻛﻨﻴﻦ ﻣﺎﻣﺎﺕ .. ﻋﺎﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ
ﻻ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺍﺕ .. ﻻ ﺑﻴﻨﺴﻲ ﺷﺎﻥ ﻳﻄﺮﺍ
ﺑﺎﻛﺮ ﻳﺠﻦ ﺻﺎﺑﻘﺎﺕ
ﻓﺠﺮﺍً ﺑﺸﺎﻳﺮﻭ ﺑﺪﻥ
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺼﺒﺎﺡ ﻳﻌﻘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺯﺭﻉ ﺍﻷﻣﻞ ﻣﺸﺘﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﺒﻚ ﺍﻟﻔﻴﻨﺎ
ﻣﻦ ﻓﻴﻀﻚ ﺍﻟﻤﺒﻬﻮﻝ ﺃﺳﻘﻴﻬﻮ ﻭﺃﺳﻘﻴﻨﺎ
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﻳﺎﺟﻲ ﺗﻄﻮﻝ
ﻳﺴﻔﺮ ﺻﺒﺎﺣﻨﺎ ﻏﺪﺍً
ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨﺘﺼﺮ ﻟﺼﺒﺮﻩ . ﻟﺸﻌﺮﻩ . ﻟﺤﺒﻪ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ( ﺣﺼﺎﻥ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ) ﻓﻴﻘﻮﻝ :
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻭ ﺟﻮﺭ ﺯﻣﺎﻧﻲ .. ﻣﺎ ﺃﺟﻴﺪ ﺃﺷﻌﺎﺭﻱ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻋﺎﻧﻲ
ﻓﻴﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺩﺓ
ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻋﺎﺑﺮﻩ ﻻﺯﻡ ﺑﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﻲ ﻳﻐﻨﻰ
ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟـ ﻋﺎﺑﺮﺓ ( 7 ) ﺑﺖ ﺍﻟﻤﺪﺍﻳﻦ ﻧﻠﺘﻤﺲ ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺘﻐﻨﻲ ﻟﻌﺎﺑﺮﺓ
ﻋﺎﻳﺰ ﺃﻗﻮﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻧﻲ .. ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﺍﻫﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﺳﻨﻚ .. ﺩﺍﺭ ﻳﻤﺮ ﺑﻲ ﻳﺎﺗﻮ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﻭﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻘﻮﻻ ﺷﺎﻋﺮ .. ﺇﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﺇﺣﺴﺎﺳﻮ ﻓﻜﺮﺓ
ﺃﻱ ﺳﺮ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻞ ﺃﻱ ﺳﺤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺸﺤﺬ ﻗﺮﻳﺤﺘﻪ ﻓﻼ ﻫﻲ ﻧﻀﺒﺖ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﺷﺎﺧﺖ ﺣﺮﻓﺎ
ﻳﺎ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻴﻨﻴﻜﻲ ﺁﺳﺮﺍﻧﻲ
ﺳﺤﺮﺍً ﻣﻠﻜﻨﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺳﻜﻨﺘﻮ ﺍﺷﻌﺎﺭﻱ
ﺭﺍﺟﻴﻚ ﺯﻣﻦ ﻋﻄﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﺻﺒﺖ ﺍﻣﻄﺎﺭﻱ
ﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﺤﺎﺏ ﺩﺧﺎﻥ ﻳﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮﺓ ﺗﻨﻀﺎﺭﻱ ؟
ﻳﺎ ﺍﻣﺎﻧﻲ ﻟﻲ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺡ
ﺷﺎﻳﻠﻚ ﻣﻌﺎﻱ ﺫﻛﺮﻯ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻋﻲ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺭﺡ
ﺭﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺳﺤﺮﻫﺎ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﺃﺳﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ
ﻣﺼﺒﺎﺣﻚ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭ ﺟﺎﻫﺮﻧﻲ ﻋﺎﻣﻴﻨﻲ ﺳﺎﻳﻖ ﺧﻄﺎﺍﻱ ﻣﺠﺒﻮﺭ ﻟﻲ ﻭﻳﻦ ﻣﻮﺩﻳﻨﻲ
ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺴﺤﺮ …
ﻳﺘﺒﻊ ….
شبكة الطمبور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع