ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﻴﺮ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻣﻴﺖ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻭﻝ ﻛﻮﻛﺐٍ # ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﺷﻬﺎﺑﻪ . "
ﺍﻧﺘﻬﻰ "
ﻭﺍﺫﺍ ﺍﺗﺘﻚ ﻣﺬﻣﺘﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ ... ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻲ ﺑﺎﻧﻲ ﻛﺎﻣﻞ
ﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﻳﻜﺘﺐ : ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻮﺭﺍﻙ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺳﻔﺎﻫﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻬﻼﺀ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﺴﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﺍﻭ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﻪ
ﻓﺎﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ ..
ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ( ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻳﻘﻴﺔ ) ، ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺠﺒﺖ
ﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﺴﺪﺍ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .!! ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻪ ..
ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻮﺩﺓ ﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻷﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭﺣﺐ
ﺍﻹﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻭﻫﺪﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻐﻴﻀﺔ – ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻳﺂﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ
ﺷﻌﻮﺑﺎً ﻭﻗﺒﺎﺋﻼً ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻮﺍ ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ
" ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻹﻧﺘﺸﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
( ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺧﺎﺭﺟﻪ ) - ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
- ﺗﻤﻜﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﻢ .
- ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ
ﻓﻴﻬﺎ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻮ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ
ﻗﺪ ﻏﻤﻂ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﻫﻤﻞ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ – ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻙ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ
ﺗﺮﺩﺩﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ . ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﺄﺑﻄﺎﻝ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮﻇﻠﻴﻂ ﻭﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮ
ﺟﺒﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻜﻮﺩ ﻭﺩ ﺑﺎﺩﻯ . ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺿﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺞ ﻓﻲ 1672 ﻡ ﻭﺣﺮﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺒﺪﻻﺏ ﻭﺃﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻛﻮﺭﺗﻲ 1821 ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻨﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻴﺮﺓ :
ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺪﻭ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺇﺗﻠﺜﻢ
ﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺑﻲ ﺍﻟﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺟﺤﺮﻭ ﺷﻢ ﺍﻟﺪﻡ
ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻳﺎﻟﻤﻠﻚ ﺑﻘﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻢ
ﻓﺮﺳﺎﻧﺎً ﻳﻜﻴﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻳﻔﺮﺟﻮ ﺍﻟﻬﻢ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻏﻨﺖ ﻣﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺗﻲ ﻟﺘﻠﻬﺐ ﺣﻤﺎﺱ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ :
ﻏﻨﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﻠﺔ ﻟﻲ ﻋﻴﺎﻝ ﺷﺎﻳﻖ
ﺍﻟﺒﻔﺸﻮ ﺍﻟﻐﺒﻴﻨﺔ ﻭﻳﻠﺤﻘﻮﺍ ﺍﻟﻀﺎﻳﻖ
ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺃﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻭﺭﻛﺒﻮﺍ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮ
ﻗﺪﺍﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﻫﻢ ﺑﺎﻷﻏﺮ ﺩﻓﺮ
ﺟﻨﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻴﻠﻲ ﺗﺘﻨﺒﺮ
ﻳﺎﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﻐﺸﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻟﻰ ﺟﺪﺍﺩﻙ ﻛﺮ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﺎﺅﺱ ( ﻭﻳﻨﻄﻖ ﺧﻄﺄً
ﺷﺎﻭﻳﺶ ) ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﺻﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﻋﺒﻮﺩ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺃﺷﺎﻭﺱ ﻣﺜﻞ ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻨﺎﺑﻲ ﻭﺧﺎﻟﻪ ﺷﺎﻳﻖ ﻭﺩ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺣﺎﺝ ﺃﻣﺤﻤﺪ ﻭ
ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﻭﺩ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺧﺮﺳﻬﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭ
ﻭﻏﺮﺑﺎﻭﻱ ﺍﻟﻌﻮﻧﻲ . ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺛﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻲ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺃﺣﻤﺪ
ﺃﺑﻮ ﻭﺩﺍﻥ ﺳﻨﺔ 1838 ﻡ . ﻭﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻃﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﺪﺭ
ﻭﻃﻪ ﻭﺩ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺃﺑﻮ ﺭﻗﻴﺒﺔ ﻭﻋﻤﺮ ﺗﺮﺣﻮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ .
ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺑﺸﻴﺮ ﻛﻤﺒﺎﻝ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻭﺩ ﺍﻟﻤﻚ ( ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﺷﺎ )
ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻻﻧﺎﺑﻲ . ﺑﻞ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻇﻠﻤﻮﺍ
ﺭﺟﺎﻻً ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﺑﻄﻮﻟﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﺩ ( ﺟﺪ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﻛﻞ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ )
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻬﺪﻱ ( ﺍﻟﻘﻄﺐ
ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ) . ﻭﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺩ ﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻄﻞ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﺩ ﺇﺻﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬﻩ
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺨﻴﻠﺔ ( ﻋﻄﺒﺮﺓ ) ﺿﺪ ﻛﺘﺸﻨﺮ 1898 ﻡ ﻭﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﻛﺘﺸﻨﺮ . ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺭﺟﺎﻻً
ﺃﻓﺬﺍﺫﺍً ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺭﻧﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ
ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺤﺠﻮﺏ،
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﻜﺒﺎﺷﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻻﺣﻘﺎً
ﻭﺍﻟﺒﻜﺒﺎﺷﻲ ﺃﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ( ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﻮﺩ 58-1964 ﻡ ) ﻭﻓﺨﺮ ﺍﻟﺠﻨﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻴﻔﺮ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻣﺰﻋﻮﺭﻳﻦ . ﺑﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺍﻟﻤﺒﻜﻲ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻫﻮ ﺣﻔﻴﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﻮﺩ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﻛﻮﺭﺗﻲ 1821 ﻡ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﻟﻠﻤﻚ ﻧﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺳﻨﺔ 1823 ﻡ ، ﻭﻗﺪ
ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ ﻭﺃﻫﺪﻯ ﻟﻪ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺃﺳﻤﻪ " ﺃﺏ ﺑﻘﻴﻊ "
ﻭﻗﺪ ﺇﺣﺘﻔﻆ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺁﺧﻴﺮﺍً ( ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺤﻞ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ 1976 ﻡ ") ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ
ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺮﻏﻨﻲ .
ﻭﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﺯﻳﺮﻕ
ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻭﺩ ﺑﻠﻴﻠﻮ ( ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺏ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ) ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺷﺘﻬﺮ ﺑﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﻭﺩ ﺃﺑﻮﻟﻜﻴﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ
ﺑﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻭﺩ ﺯﻳﺎﺩ ( ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻌﻮﻧﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﺑﻴﺮ ) .
ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺰ ﻭﺍﻟﻐﻤﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺒﺮﺭ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ
ﺇﻻ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ( ﺣﻤﻠﺔ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ 1821 ﻡ ) ، ﻟﻢ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً
ﻏﻴﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﺫ ﺗﺴﻠﺢ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺻﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺿﺪ ﻋﺪﻭ ﺳﻼﺣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ
( ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ) . ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻠﻮﺍ ﺑﻼﺀﺍً ﺣﺴﻨﺎً ﻭﻓﻘﺪﻭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻔﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺧﺮﺝ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻚ
ﺷﺎﺅﺱ ( ﺷﺎﻭﻳﺶ ) ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺘﻤﻮﺭ ﻭﺍﺑﻮ ﺣﻤﺪ ﻳﺤﺮﺽ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺧﺎﺳﺮﺓ ( ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻜﺎﻓﻮﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ ) ﻭﺍﻟﻌﺪﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ
ﺍﻟﻬﺪﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻌﻬﻢ . ﺇﺯﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﺘﻬﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﻗﺒﻠﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮﻝ ﺷﺮﻭﻃﻬﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ
ﻟﻬﻢ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﻭﺧﻴﻠﻬﻢ ﻭﺍﻷ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ( ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ) ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮﺣﺪﻭﺩ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ
ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ( ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ) ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﻋﺸﺎﺋﺮ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﺪﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻻ ﺗﻼﺣﻘﻬﺎ ﺍﻹﺗﻬﺎﻣﺎﺕ .
ﺑﻞ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻣﻊ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﻣﺼﺮ ) ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ( ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ ) ﻭ
ﺯﻳﻨﻮﺍ ﻟﻪ ﻏﺰﻭﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ
( ﺍﻟﺬﻫﺐ ) ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ( ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ) ﻟﻴﻘﻮﻱ ﺩﻭﻟﺘﻪ . ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺯﻭﺩﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﺿﻌﻒ ﻭﺗﻔﻜﻚ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺃﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺓ
ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﺔ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺪﺍﺀ
ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻣﺢ، ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻌﻬﻢ .
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻬﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺎ ﺍﻭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎ
ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻫﻮ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺭﺑﻪ
ﺍﺫﺍ ﻓﺎﻟﺤﺎﺳﺪ ﻻ ﻳُﺸﺒﻪ ﺍﻻ ﺑﺎﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺎﺩﺍﺕ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﻤﻴﺰﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺍﻋﻴﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺳﻜﻮﺗﻬﻢ ﺍﻣﺎﻡ ﺗﻬﻜﻤﺎﺕ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺍﻋﻠﻤﻪ ﺍﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻜﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺩﺣﺾ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻭﺷﻬﺎﺩﺗﻲ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻨﺴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻢ " ﻣﺎ ﻣﺠﺮﻭﺣﻪ " ﻻﻧﻲ
ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﻟﺪ ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﺟﺪﻱ ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﺣﺒﻮﺑﺘﻲ ﺷﺎﻳﻘﻴﻪ ﻭﻫﻢ ﺭﺟﺎﻻً ﺑﻜﻞ
ﻣﺎﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻪ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻭﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻓﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﻻﻫﻠﻲ
ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ........
ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﻫﻮ ﺇﻧﺒﻌﺎﺙ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻻﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻤﺰ ﻭﻟﻤﺰ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻫﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..
ﻭﻳﺮﻳﺪ ﻋﺒﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺨﻼﺀ
ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻜﺮﻡ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﻟﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺩﺍﻙ ﻟﻲ ﺍﺭﺿﻬﻢ
ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻣﺎﺛﻞ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﻛﻞ ﻣﺪﻥ ﻭﻗﺮﻯ ﻭﺣﻼﻝ ﻭﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﻳُﻌﺮﻓﻮﻥ " ﺑﻀﻢ ﺍﻟﻴﺎﺀ " ﺍﻻ
ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺎﻝ :
ﺷﻮﻑ ﺗﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻻﺑﺴﻨﻮ
ﺧﺎﻳﻞ ﻓﻮﻗﻨﺎ
ﻓﺎﺋﺾ ﺧﻴﺮﻧﺎ
ﻟﻠﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺫﻭﻗﻨﺎ
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ
ﺃﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ﻣﺎﻓﻲ ﺣﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎ
ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺟﺮ ﻭﺳﻘﺎﻧﺎ ﻋﺮﻗﻨﺎ
ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ
ﻧﺘﺒﺮَّﺍ ﻣﻨﻮ ﻣﺮﻗﻨﺎ
ﻣﺎﺏ ﻧﺘﻠﻢ ﺗﺐ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﻭﺇﺗﻔﺎﺭﻗﻨﺎ
ﻋﻔﻮﺍً ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻻ ﺍﻗﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺃﻱ ﺗﻬﻜﻢ ﺍﻭ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﺰﺍ ﺍﻭ ﻟﻤﺰﺍ
ﺍﻭ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻫﻠﻲ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﺨﺎﻓﺎﺕ
ﻭﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﻪ ﻋﺎﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﻋﺬﺭﺍً ﻓﺎﻟﺠﻨﺲ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍ
ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻣﻴﺖ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻭﻝ ﻛﻮﻛﺐٍ # ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﺷﻬﺎﺑﻪ . "
ﺍﻧﺘﻬﻰ "
ﻭﺍﺫﺍ ﺍﺗﺘﻚ ﻣﺬﻣﺘﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ ... ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻲ ﺑﺎﻧﻲ ﻛﺎﻣﻞ
ﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﻳﻜﺘﺐ : ﻣﺤﻤﺪ ﻛﻮﺭﺍﻙ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺳﻔﺎﻫﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻬﻼﺀ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﺴﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﺍﻭ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﻪ
ﻓﺎﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ ..
ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ( ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻳﻘﻴﺔ ) ، ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺠﺒﺖ
ﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﺴﺪﺍ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .!! ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻪ ..
ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻮﺩﺓ ﺃﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻷﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭﺣﺐ
ﺍﻹﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻭﻫﺪﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻐﻴﻀﺔ – ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻳﺂﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ
ﺷﻌﻮﺑﺎً ﻭﻗﺒﺎﺋﻼً ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻮﺍ ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ
" ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻹﻧﺘﺸﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
( ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺧﺎﺭﺟﻪ ) - ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
- ﺗﻤﻜﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻹﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﻢ .
- ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ
ﻓﻴﻬﺎ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻮ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ
ﻗﺪ ﻏﻤﻂ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺃﻫﻤﻞ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺯﻋﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ – ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻙ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ
ﺗﺮﺩﺩﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ . ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﺄﺑﻄﺎﻝ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺃﺑﻮﻇﻠﻴﻂ ﻭﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮ
ﺟﺒﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻜﻮﺩ ﻭﺩ ﺑﺎﺩﻯ . ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺿﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺞ ﻓﻲ 1672 ﻡ ﻭﺣﺮﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺒﺪﻻﺏ ﻭﺃﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻛﻮﺭﺗﻲ 1821 ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻨﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻴﺮﺓ :
ﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺪﻭ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺇﺗﻠﺜﻢ
ﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺑﻲ ﺍﻟﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺟﺤﺮﻭ ﺷﻢ ﺍﻟﺪﻡ
ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻳﺎﻟﻤﻠﻚ ﺑﻘﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻢ
ﻓﺮﺳﺎﻧﺎً ﻳﻜﻴﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻳﻔﺮﺟﻮ ﺍﻟﻬﻢ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻏﻨﺖ ﻣﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺗﻲ ﻟﺘﻠﻬﺐ ﺣﻤﺎﺱ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ :
ﻏﻨﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﻠﺔ ﻟﻲ ﻋﻴﺎﻝ ﺷﺎﻳﻖ
ﺍﻟﺒﻔﺸﻮ ﺍﻟﻐﺒﻴﻨﺔ ﻭﻳﻠﺤﻘﻮﺍ ﺍﻟﻀﺎﻳﻖ
ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺃﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻭﺭﻛﺒﻮﺍ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮ
ﻗﺪﺍﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﻫﻢ ﺑﺎﻷﻏﺮ ﺩﻓﺮ
ﺟﻨﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻴﻠﻲ ﺗﺘﻨﺒﺮ
ﻳﺎﻟﺒﺎﺷﺎ ﺍﻟﻐﺸﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻟﻰ ﺟﺪﺍﺩﻙ ﻛﺮ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﺎﺅﺱ ( ﻭﻳﻨﻄﻖ ﺧﻄﺄً
ﺷﺎﻭﻳﺶ ) ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﺻﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﻋﺒﻮﺩ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺃﺷﺎﻭﺱ ﻣﺜﻞ ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻨﺎﺑﻲ ﻭﺧﺎﻟﻪ ﺷﺎﻳﻖ ﻭﺩ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺣﺎﺝ ﺃﻣﺤﻤﺪ ﻭ
ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﻭﺩ ﻋﺒﻮﺩ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺧﺮﺳﻬﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭ
ﻭﻏﺮﺑﺎﻭﻱ ﺍﻟﻌﻮﻧﻲ . ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺛﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻲ ﺍﻟﺼﻠﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺃﺣﻤﺪ
ﺃﺑﻮ ﻭﺩﺍﻥ ﺳﻨﺔ 1838 ﻡ . ﻭﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻃﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﺪﺭ
ﻭﻃﻪ ﻭﺩ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺃﺑﻮ ﺭﻗﻴﺒﺔ ﻭﻋﻤﺮ ﺗﺮﺣﻮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ .
ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺑﺸﻴﺮ ﻛﻤﺒﺎﻝ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻭﺩ ﺍﻟﻤﻚ ( ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﺷﺎ )
ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻻﻧﺎﺑﻲ . ﺑﻞ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻇﻠﻤﻮﺍ
ﺭﺟﺎﻻً ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﺑﻄﻮﻟﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﺩ ( ﺟﺪ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﻛﻞ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ )
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺑﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻬﺪﻱ ( ﺍﻟﻘﻄﺐ
ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ) . ﻭﻋﺘﻤﺎﻥ ﻭﺩ ﺃﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺩ ﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﻄﻞ
ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎ ﻭﺩ ﺇﺻﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬﻩ
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺨﻴﻠﺔ ( ﻋﻄﺒﺮﺓ ) ﺿﺪ ﻛﺘﺸﻨﺮ 1898 ﻡ ﻭﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﻛﺘﺸﻨﺮ . ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺭﺟﺎﻻً
ﺃﻓﺬﺍﺫﺍً ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺭﻧﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ
ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﺤﺠﻮﺏ،
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﻜﺒﺎﺷﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺎﻇﺮ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻻﺣﻘﺎً
ﻭﺍﻟﺒﻜﺒﺎﺷﻲ ﺃﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ( ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﻮﺩ 58-1964 ﻡ ) ﻭﻓﺨﺮ ﺍﻟﺠﻨﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻴﻔﺮ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻣﺰﻋﻮﺭﻳﻦ . ﺑﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺍﻟﻤﺒﻜﻲ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻫﻮ ﺣﻔﻴﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﻮﺩ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﻛﻮﺭﺗﻲ 1821 ﻡ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﻟﻠﻤﻚ ﻧﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺳﻨﺔ 1823 ﻡ ، ﻭﻗﺪ
ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ ﻭﺃﻫﺪﻯ ﻟﻪ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﺃﺳﻤﻪ " ﺃﺏ ﺑﻘﻴﻊ "
ﻭﻗﺪ ﺇﺣﺘﻔﻆ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺁﺧﻴﺮﺍً ( ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺤﻞ ﺍﻟﻔﻜﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ 1976 ﻡ ") ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺎﻣﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ
ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺮﻏﻨﻲ .
ﻭﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﺯﻳﺮﻕ
ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻭﺩ ﺑﻠﻴﻠﻮ ( ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﺍﺏ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ) ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺷﺘﻬﺮ ﺑﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻔﻴﺎﺽ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﺮ ﻭﺩ ﺃﺑﻮﻟﻜﻴﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ
ﺑﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻭﺩ ﺯﻳﺎﺩ ( ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻌﻮﻧﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﺑﻴﺮ ) .
ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺰ ﻭﺍﻟﻐﻤﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺒﺮﺭ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ
ﺇﻻ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ( ﺣﻤﻠﺔ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ 1821 ﻡ ) ، ﻟﻢ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً
ﻏﻴﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﺫ ﺗﺴﻠﺢ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺻﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺿﺪ ﻋﺪﻭ ﺳﻼﺣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ
( ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ) . ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻠﻮﺍ ﺑﻼﺀﺍً ﺣﺴﻨﺎً ﻭﻓﻘﺪﻭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ ﻭﺃﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻔﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺧﺮﺝ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻚ
ﺷﺎﺅﺱ ( ﺷﺎﻭﻳﺶ ) ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺘﻤﻮﺭ ﻭﺍﺑﻮ ﺣﻤﺪ ﻳﺤﺮﺽ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺧﺎﺳﺮﺓ ( ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻜﺎﻓﻮﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ ) ﻭﺍﻟﻌﺪﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ
ﺍﻟﻬﺪﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻌﻬﻢ . ﺇﺯﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﺘﻬﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﻗﺒﻠﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ . ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮﻝ ﺷﺮﻭﻃﻬﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ
ﻟﻬﻢ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﻭﺧﻴﻠﻬﻢ ﻭﺍﻷ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ( ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ) ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮﺣﺪﻭﺩ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ
ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ( ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ) ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﻋﺸﺎﺋﺮ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﺪﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻻ ﺗﻼﺣﻘﻬﺎ ﺍﻹﺗﻬﺎﻣﺎﺕ .
ﺑﻞ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻣﻊ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﻣﺼﺮ ) ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ( ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ ) ﻭ
ﺯﻳﻨﻮﺍ ﻟﻪ ﻏﺰﻭﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ
( ﺍﻟﺬﻫﺐ ) ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ( ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ) ﻟﻴﻘﻮﻱ ﺩﻭﻟﺘﻪ . ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺯﻭﺩﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﺿﻌﻒ ﻭﺗﻔﻜﻚ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺃﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺓ
ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﺔ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺪﺍﺀ
ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻼﺣﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻣﺢ، ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻌﻬﻢ .
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻬﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺎ ﺍﻭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎ
ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻫﻮ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺭﺑﻪ
ﺍﺫﺍ ﻓﺎﻟﺤﺎﺳﺪ ﻻ ﻳُﺸﺒﻪ ﺍﻻ ﺑﺎﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺎﺩﺍﺕ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﻤﻴﺰﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺍﻋﻴﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﺳﻜﻮﺗﻬﻢ ﺍﻣﺎﻡ ﺗﻬﻜﻤﺎﺕ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺍﻋﻠﻤﻪ ﺍﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻜﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺩﺣﺾ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻭﺷﻬﺎﺩﺗﻲ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻨﺴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻢ " ﻣﺎ ﻣﺠﺮﻭﺣﻪ " ﻻﻧﻲ
ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﻟﺪ ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﺟﺪﻱ ﺷﺎﻳﻘﻲ ﻭﺣﺒﻮﺑﺘﻲ ﺷﺎﻳﻘﻴﻪ ﻭﻫﻢ ﺭﺟﺎﻻً ﺑﻜﻞ
ﻣﺎﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻳﺘﺼﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻪ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻭﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻓﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﻻﻫﻠﻲ
ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ........
ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻐﻴﻀﺔ ﻫﻮ ﺇﻧﺒﻌﺎﺙ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﻻﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻤﺰ ﻭﻟﻤﺰ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻫﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﻋﻦ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..
ﻭﻳﺮﻳﺪ ﻋﺒﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺨﻼﺀ
ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻜﺮﻡ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﻟﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺩﺍﻙ ﻟﻲ ﺍﺭﺿﻬﻢ
ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻣﺎﺛﻞ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﻛﻞ ﻣﺪﻥ ﻭﻗﺮﻯ ﻭﺣﻼﻝ ﻭﻓﺮﻗﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﻳُﻌﺮﻓﻮﻥ " ﺑﻀﻢ ﺍﻟﻴﺎﺀ " ﺍﻻ
ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺎﻝ :
ﺷﻮﻑ ﺗﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻻﺑﺴﻨﻮ
ﺧﺎﻳﻞ ﻓﻮﻗﻨﺎ
ﻓﺎﺋﺾ ﺧﻴﺮﻧﺎ
ﻟﻠﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺫﻭﻗﻨﺎ
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ
ﺃﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ﻣﺎﻓﻲ ﺣﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎ
ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺟﺮ ﻭﺳﻘﺎﻧﺎ ﻋﺮﻗﻨﺎ
ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ
ﻧﺘﺒﺮَّﺍ ﻣﻨﻮ ﻣﺮﻗﻨﺎ
ﻣﺎﺏ ﻧﺘﻠﻢ ﺗﺐ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﻭﺇﺗﻔﺎﺭﻗﻨﺎ
ﻋﻔﻮﺍً ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻻ ﺍﻗﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺃﻱ ﺗﻬﻜﻢ ﺍﻭ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﻤﺰﺍ ﺍﻭ ﻟﻤﺰﺍ
ﺍﻭ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻫﻠﻲ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﺨﺎﻓﺎﺕ
ﻭﺟﻬﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﻪ ﻋﺎﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﻋﺬﺭﺍً ﻓﺎﻟﺠﻨﺲ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع