-->

اخر الاخبار

جاري تحميل اخر الاخبار/

أخبار السودان

اخبارعربية

اخبارعالمية

الاخبار العاجلة

الخميس، 19 ديسمبر 2019

نبي الله موسي وجبل الطور


نبي الله موسى سوداني ...وجبل الطور المذكور في القرآن الكريم يوجد في السودان ...!!!
  
 بروفيسور محمدعلاءالدين الادريسي

         خرج سيدنا السلام يوما لمناجاة ربه ثم سأل ربه قائلا:يارب ارني كيف يأخذالضعيف حقه من القوي ..قال له ربه سبحانه وتعالى اذهب الي مكان كذا...في يوم كذا....بعد العصر لترى وتعلم..كيف يأخذ الضعيف حقه من القوي..ذهب سيدنا حيثما امره ربه الى المكان الذي وصف له..فرأى شلالا من الماء يخرج من الجبل ...(يجب التركيز في المكان الذي وصف لسيدنا موسى الشلال والماء والجبل ) جلس موسى عليه السلام ينظر ويتبصر ومتأملا فاذا بفارس يأتي راكبا ناقة له يريد الماء نزل الفارس عن ركوبته وخلع حزامه الذي كان يعيق حركته اثناء وروده للماء ووضعه على جانب قريب منه شرب الغارس الماء واغتسل وانصرف ناسيا حزامه الذي وضعه جانبا ..وبعده جاء غلام صغير راكبا حمارا الى شلال الماء يريد الماء شرب ثم اغتسل وعندما اراد الانصراف وقعت عيناه على حزام الفارس والحزام معناه (خرج او بقجه) الذي كان قد نسيه الفارس بجوار الماء ،فتح الغلام الحزام فاذا هو ممتلئ بالذهب والمال والمجوهرات (وهنا تكمن المسأله بان المكان الذي كان به نبي الله موسى هي ارض الذهب والمجوهرات وهي كما معرف ان ارض النوبه او انوبا او نوباتيه هي ما تعرف بارض الذهب) اخذه الغلام وانصرف ..وبعد انصراف الغلام بقليل اقبل على الماء شيخ عجوز ليشرب ويغتسل ونبي الله موسى يراغب عن كسب ويتأمل وبينما هو كذلك جاء اليه الفارس الذي نسي جزامه عند الشلال وسرعا يبحس عن الحزام فلم يجده،سأل الفارس الشيخ العجوز ..ابن الحزام الذي تركته هنا ؟ اجاب الشيخ لا اعلم ولم احد حزام هنا وبينما موسى يترغب هنا اشهر الفارس سيفه وقطع رأس الشيخ العجوز..وكان موسى ايضا ينطر ويترغب ويفكر قال موسى :يارب ان هذا الفارس ظلم عبدك ..الشيخ العجوز..قال له ربه يا موسى الشيخ العجوز كان قد قتل اب الفارس منذ زمن بعيد ،اما الغلام فكان ابوه قد عمل عند والدالفارس عشرين سنه ولم يعطيه حقه فالفارس اخز بحق ابيه من الشيخ ..والغلام اخذ بحق ابيه من الفاري ..وهكذا يأخذ الضعيف حقه من القوي والغني ..
اما بخصوص الشلال الذي به ماء والذي وصف لسيدنا موسى رجحت اراء العلماء والخبراء على انه جبل مرة وانه هو جبل الطور الذي ذكر في القران الكريم ،والذي يشاع ويقال به مقام نبي الله موسى عليه السلام ..بعد هجرته من شرق البلاد الى غربها بعدمطارته له فرعون والذي ذكر في القران الكريم من عبر منطقة سكوت المحس حاليا او عبري الي الغرب مرورا باتجاهات الغرب الي ان استقر به المقام في جبل مرة..وبستشهد في هذا التعريف وهذا الحقيقه الباحث في الحضارة النوبيه بمنظمة الامير شارلس بلندن الاستاذ عبدالله الطاهر والذي يقول ان 

جبل مرة هو جبل الطور الذي ذكر في القران الكريم والذي ضرب نبي الله موسى صخره فانفجرت منه العيون واستشهد على ذلك بالقران الكريم وبذات الدلائل والمؤشرات يذهب الب ان طبيعة الصراع الدرافوري بايعاز ديني يهودي وان اليهود لقد اتوا ابان الحرب العالميه الثانيه مزاروا منطفة جبل مرة وعملوا طوقا وحاجزا واطلقوا اسم قلينك علي المنطقه والتي بناؤا معبد نبي الله موسى باعتباره نبيهم واسم كلينق يعني الموت..اما الايه 40 من سورة البقرة توضح ان القران الكريم ذكر وصفا دقيقا عن جبل الطور من المياه والخضره والنعيم وعيون المياه والحياه ونعيمها والذي يعيش فيه امم وهذا ما يوجد منذ القديم الى الان في جبل مرة وما تجده في سيناء ولا في اي الجبال الاخري في العالم ..عند جبل مرة امم تعيش وحياة رغده وعيون مياه من اسفل الي اعلى وليس العكس مما يدل ويبرهن بانه جبل مقام نبي الله موسى والتي تؤكده التعريف الذي يوضح قدومه اليه من بحيرات الماء من الاسفل الي اعلى كسلسة متجرجه اشبه بالمنحنيات عيون الماء تؤكد اعجاز النبؤة وبجانب اشكال الحياه التي تؤكد قدسية المكان مثل اشكال الطعام التي لاتتعفن بتاتا ولا يتغير طعمه مهما طال امد حفظه وان تصلح به زراعته ما تصلح زراعته في كل الدنيا ،وهذا ولم نجده في ايا من الجبال التي توصف بانه جبل الطور،اما السبب الاكيد والاهم ما ابداهه السيد محمد عثمان عبده البرهاني في هذه الحقيقه وقال ان مقام سيدنا موسى عليه السلام موجود في اعلي جبل مرة وأثبت ان الرسول ( صلي الله عليه وسلم )عندما عرجى به الى السماء وبالتحديدعند نقطة تخفيف الصلوات من خمسين صلاة الي خمسة صلاةكان يعرج ويرواح ما بين مقام سيدنا موسى في اعلى الجبل وبين السماء ويمكنك ان تري اثار اقدام سيدنا موسى في الصخر وكان الصخر يلين تحت اقدامه ..اما في سورة النجم (والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وماغوى) وهذا ايضا ما ر واه الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني .. البرهين والادله كثيرة واليك هذا الدليل والبر هان والذي يقول فيه الدكتور حسن مكي والذي اجرى بحثا في اثوبيا ولم يجد ايه اثار لما قبل 20 عاما من صخر وجبل وليس الطور المذكور في القران .. ماتوصلت اليه بان الجبل المشار اليه هو جبل مرة لاجله تقوم المؤامرة في دارفور بايعاز ديني من اليهود وكثيرا ما يتدخلون في دارفورتحت غطاء المنظمات الانسانيه لانهم على علم بان جبل مره هو جبل سيدنا موسى والذي واعده الله ا ربعين ليله والقى فيه الالواح وحتي يتحصل اليهود علي الجبل وهذه المنطقه روجوا لادعاءتهم الكاذبه بوجود تطهير عرقي وابادة جماعية لاهل دارفوروقاموا بترحيل عددكبير من دارفور الى اسرائيل وكنت قد قدمت هذه الحقائق في البرلمان البريطاني..عام ص2005..
والاشارة الرابعه والمهمة ان هذه المنظمات الانسانيه تعمل في هذا الجبل وتتستر على مقام نبي الله موسى ابن عمران داخل الكنيسة او المعبد الذي بناه المن bbمات المزكورة وهو سني فوق كما انه معبد قديم زاره نبي الله عيسى عليه السلام عندما زار السودان وكما قال ذلك ايضا السيد محمد عبده عثمان البر هاني وبعض الاشخاص الذين يعملون داخل هذه المنظمات مثل جورج اسكندر وهو تركي الاصل امريكي الجنسيه يهودي الديانه وفي نهاية المطاف ان سيدنا موسى كوشي لان والدته يو كابت وتعني ام الخير او دارالنعيم او ام الزاد لان يوباللغه الكوشيه النوبيةام وكابت معناها الاكلة الشعبيه القراصة) كما ان زوجته كوشيه وتسمي صفورة ودائما ما كانت توصف لموسى حال الكوشية وتفاصيل حياتهم وبما سبق سوف اوضح معالم هجرت سيدنا موسى وقصته مع فرعون وكذلك مع عبدالله الذي علمه الله من لنده علما وفي الجزء بالذات سوف اسرد شرحا ودلائل من القران الكريم تثبت كل ماورد حدث في ارض النيل السودان الحالي ،وسوف اتبع شرح الدلائل الانسان واللغه والمكان والانسان وأهم مرحلة من مرحلة التاريخ والتي تثبت وتبرهن بالدليل الدامغ والحجة النبوية والتي وردت في كتاب الله كنتيجة حتميه نبؤية علمية صحيحه وسوف ابدأ باربعة دلائل من القران الكريم :-
1-دليل كلمة بحر..
2-دليل كلمة ومعنى اليم..
3-دليل السرعة التي خرج بها نبي الله موسي عليه السلام وقومه ومطاردة غرعون وجنوده له..
4-اصل بني اسرائيل ونبيهم ..
ابتدي بمعنى كلمة بحر يعتقد كثير من تلاستاذه والمتابعين ان قصة سيدنا موسي مع فرعون لقد حدثت في حدود مصر وتحديدا في منطقة البحر الاحمر وهذا غير صحيح ابدا تدل هذه الايات على ان الله ذكرفي القران الكريم كلمة ولفظ ومعنى البحر سته مرات اي في سته مواضيع وذكرت بمعناها البحر ومياه المحيطات والانهار على السواء ،ودليل كلمة بحر شرحا وعلما ومصطلحلا وشرعا تعني المكان الذي به ماء كثير وعميق وفيه حياة بحريه ويستخرج منه حليه للزينه وتجري فيه السفن ..
يقول المولى عزوجل :(ما يستو البحران هذا عزب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) سورة فاطر اية 12.
_2يقول الله تعالى :(وهو الذي مرج البحرين هذا عزب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا)
3_وقوله تعالى :(وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ، فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى ادركه الغرق ،قال أمنت أنه لا اله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين)سورة يونس الايه 190
_4وقوله تعالى :(واذفرقنا بكم البحر فانجيناكم وأغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون)سورة البقرة ايه 50..
5_وقوله تعالى :(وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسي اجعل لنا الها كما لهم آلهه قال انكم قوم تجهلون ) سورة الاعراف ايه رقم 138..
اذا القران الكريم قد سمى مجاري المياه المالحة بحارا وسمى الانهار العذبه بحارا ومما سبق ذكره في هذه الايات فالبحر العزب الفرات هو النهر ،والذي ماؤه ملح اجاج هو البحر او المحيط وكلمة البحر المذكورة في الاية تعني البحر المالح اما العذب تعني نهر النيل ،فكيف نأخذ بالاسباب ،وحتى يتثنى لنا معرفة قصة سيدنا موسى وغرق فرعون في السودان وحتى تكون الاسباب منطقيه وعلميه فلابد لي من أدله إضافيه يتم بها الترجيح والتأكيد بصورة منطقيه وعلميه ومؤسسه وهذا ما ينقلني الى الدليل الثاني:-
كلمة اليم..
كلمة اليم والتي ذكرها القران الكريم ،تعتبر كلمة عربية ولكن غالبية الخبراء والعلماء والائمة مثل الامام الزهوري والامام الحدادي يقول ان كلمة يم ماخذة من اللسان العبري والنوبي وكذلك البجاوي وفي رأئي جملة الثلاثه معاني صحيحة اذا اخذنا اللسان العبري هو لغة اليهود من بني إسرائيل ،وقيل ايضا هي لغة القبط ، واوضح هنا ان ابناء كوش بجه ،ونوبه،وزنوج،وحبشه،وبربر،تعني ان الثلاثه معاني صحيحة والي الان لدينا كثير من القبائل السودانيه تسمى الماء يم ، ويقول الامام مقاتل بن سليمان (ال150) في تفسيره ووافقه محمد بن جوزيه إن اليم بلسان العبريه تعني بحر ،وهوبارض النيل بهر او نيل وكثير من المفسرين وافقوا هذا الرأي ،وهذا للقول الدال على انها عربية مشتقة من التيمم لانه يقصد الانتفاع منه.
وهنا نأخذ السند والدليل مرة ثانيه من القران الكريم للتأكد من ان كلمة اليم عربيه ..ذكرت كلمة اليم واثبتت اول مرة في القران الكريم في قصة ام نبي الله موسى وتدعى (يو كابت وهو اسم كوشي نونبي) حيث امرها الله تعالى:(ان اقذفه في التابوت فاقذفيه اليم فليلقه اليم بالساحليأخذه عدو لي وعدو له) وواضح من هذه الايه وباتفاق جميع المفسرين على ان كلمة اليم هنا مقصود بها نهر النيل السودان ،وذكر النيل باسمه الاصلي (النوبي الكوشي،والبجاوي،والعبري،والقبضي) لان والدة نبي الله موسى لم تكون تتكلم لغه اخرى، 
مرة اخري اوؤكد بما جاء في القران الكريم ان كلمة اليم تعني نهر النيل ، والتي اثبتتها هذه الايات في اربعه سور:-
1_قال الله تعالى:(فأنتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين) سورة الاعراف الايه رقم 136)
_2وقوله تعالى:(فأتبعهم فرعون وجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم )سورة طه الايه رقم 78.
_3وفوله تعالى:(فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين)سورة القصص الايه 140.
_4وقوله تعالى :(فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم)سورة الذرايات ايه 40.
وبما تقدم ذكره من ايات اثبتت ان اليم والذي تم ذكره في القران الكريم اثبت بمايدع مجال للشك انه المقصود النيل وليس البحر الاحمر، وهذا ما يجعلنا نجزم ان كلمة البحر والتي وردت في الايات والتي تناقلت قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون المقصود هنا النيل وليس البحر الاحمر..وذلك لان الاسباب قد توفرت والدلائل الربانيه والنبويه وقد قال الله تعالى على لسان سيدنا موسى:(قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين أو امضي حقبا) وقد قصد موسى عليه السلام بمجمع البحرين مجمع نهرين عذبين على هذه الارض..وارجح الرأي هو مقرن النيلين كما اتفق كثير من المفسرين وهنا ايضا عدة اسباب من الانهر الاخر اولا ان نهر النيلين يلتقي في منطقة الخرطوم وهي معروفة تاريخيا بالحضارات والتي آثرت الحقبة الزمنية تلك ،والجزيرة توتي تعني اصلا تود تي وتود تعني ابن وتي هي الملكة الكنداكة زوجة امنتحب الثالث وام امنتحب الرابع وهي التي لعبة دورا كبيرا جدا في تنصيب بعانخي وهو في الغه الكوشيه النوبيه ب انجي وتعني باللغه الكوشية الابن الاله الحي او على لفظ حي.. قوم... مسمه ايضا ابيي...ولقد تم ذكر والدة نبي الله موسى وهي يو كابد ويو تعني باللغه الكوشية النوبية امي وكابت الاكلة الشعبية المشهورة جدا في السودان والتي لاتوجد الا في هذا البلد والتي تستعمل للطعام الى هذه اللحظه وهي من الاسباب القوية والتي تؤكد قصة سيدنا موسى وفرعون قد حدثت في السودان في نيله ويو كابت تعني(ام الخير ..او امي الذاد...او ام النعيم ..واذا قورن بالاسماء السيده خديجه ذات النطاقين) اما موسى تعني من المقطع الاول مو شجر والمقطع الثاني سي اوسى ومعناها ماء وباللغه الكوشية النوبية موسى يعني ماء الشجرة المقدسه ...ليس كما قال بعض المفسرين انه الغيط..!!
وخلاصة هذه المعاني والدلائل انه قد ثبت لنا بدليل القران الكريم ان اليم معناه انهر والنيل والبحر.. ولايسمى اي من البحار المالحة يم ..ومن منطق القول والتعريف والعلم والشرع يستحيل ان تحدث قصة سيدنا موسى مرتين في ان واحد او يغرق انسان مرتين في مكانينين مختلفين في وقت واحد ومن هنا يتضح لنا أن المكان الذي غرق فيه فرعون له اسمين (اليم والبحر)كما تم ذكرهم في القران الكريم..
الدليل الثالث:-
قصة السامري ..ومن خلال ذكر كلمة يم ووردها في هذه القصة وفي هذا المقال تأتي قصة السامري والتي حدثت علي ضفاف النيل وفي العمق السودانيوالدليل كما وضحت كلمة اليم والتي وردت في معرض هذه الايات عن العجل اله السامري:-
وقال الله تعالي على لسان موسى عليه السلام(قال فاذهب فان لك في الحياة أن تقول لامساس وأن لك موعدالن تخلفه وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقه ولننسفه في اليم نسفا) كما وضحت هذه الايه ان عجل السامري حرق ونسف وقذف في اليم (النهر) والشاهد الاخر ان القوم الذين كانوا يعكفون على اصنامهم هم من سكان النيل وبالذات الجهة الشمالية ولم تكن منطقة البحر الاحمر وهذا ما اثبتته الايه:-قوله تعالى (وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة ،قال انكم قوم تجهلون)سورة الاعراف الايه 138..وهم قوم من شمال السودان الحالي والتي كانت تعرف هذه المنطقة بمصر عند مجري النيل السودان..ويسكنون جانب مدن فرعون لان البحر هنا قطعا هو النيل السودان ..ويلاحظ كلمة اصنام جاءت بصيغة الجمع وهي اشارة قوية لوجود مجموعة اومجموعات مختلفة عرقياوالقرينه التاريخية تقول ان منطقة شمال السودان تدل على كم متنوع من الالهة والاصنام والتي تدل على كم متنوع من القيمان والاقوام التي كانت تعبد اديان مختلفة .
الدليل الرابع:
السرعه والحركة لقوم سيدنا موسى والذي تجاوز ستمائة الف من الرجال والنساء دون الاطفال مع مواشي وغنم ،كما ذكر ذلك في كتاب التوراة ،سفر الخروج12،اية37:38 فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الي سكوت نحو ستمائة من الرجال والنساء دون الاطفال وصعد معهم لفيف كثير مع غنم وبقر ومواش وافرة جدا ،وعندما امر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى ان اخرج ببني اسرائيل فامر نساء بني اسرائيل بعملية تمويه استعرن بها من نساء ال فرعون حليهن وقلن لهن أنهن خارجات لعيد من اعياد بني اسرائيل تمويها لعملية الخروج،فخرج موسى في اول الليل متجها نحو السكوت ،بعد ان نام فرعون وقومه ،فبلغ الخبر فرعون في الصباح الباكر فركب ومعه جنوده مشرقين ،فادركهم فرعون وجنوده في العمق السوداني،ولما وصل موسى النيل ضرب البحر (النيل) فأنفلق البحر فعبر موسى ومن معه ،ولما اقبل فرعون ومن معه من الجنود ودخلوا حيث وصل سيدنا موسى وقومه وصاروا جميعا وسط البحر امر الله تعالى البحر فالتطم عليهم النيل بقوة السيل فاغرقهم الله تعالى جميعهم .وعندما يتم تحليل هذا الحدث بعامل السرعةبمقياس عامل الزمن والسرعة التي خرج بها موسى وقومه وهم اعداد وافواج كانت كبيرة جدا ،سنجد ان عامل الفارق الزمني بين بداية الخروج ليلا وبداية تعقب فرعون وجنوده صباحا عند الاشراق هو حوالي من8الى10 ساعات من المستحيل لقوم بهذه العددية والتي ذكرت في سفر التوراة الاية 37-38 وفي سفر الخروج ان تصل حدود البحر الاحمر ثم تعدي البحر في حوالي 8 او 10 ساعات،وقرب مسافة ما بين النيل واقرب نقطة حدودية للبحر الاحمر هي حوالي من 200الى 259 كيلومتر. ومن المستحيلات لقوم بهذه العددية ان تسير تلك المسافة في تلك المدة الزمنية ،اما النيل كما ذكره في القران الكريم خيردليل وخير مرجع اقرب لسكوت المحس هكذا تسمى اليوم ،وكما وضحت من قبل السكوت المحس قرية قرب النيل وهي مشعورة جدامن زمن بعيد جدا ..وهي تعني سكوت محس واصلها جاء منها مسي والتي جاءت منها مسر،من ثم مشرالملك النوبي الكوشي والتي اشتقت منها مصر والتي في الاصل هي مسي وتعني محسي اصلي ،وكما ذكرت ان قوم بهذه العددية تكون بطئه الحركة حيث لاتزيد سرعتهم في ال24 ساعه عن 30 كيلو متر وهذا يعني انها تحتاج الي 10 ايام للوصول الى منطقة البحر الاحمر ، وتدل سياق الايات بوضوح ان فرعون تبعهم في الصباح عند شروق الشمس ولم ينتظر كثيرا وذلك في قوله تعالى :(فاتبعهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون )سورة الشعراء الاية 61-62 وكلمة مشرقين هنا تعني وحسب الشرح في الاية وقت الشروق شروق شمس الصباح ،وقوله تعالي :(فأتبعهم مشرقين) تفيد الترتيب والتعقيب وتكون الجملة في معني فأتبعهم هي ما بعد اللقاء اصلا فهو كلاما متصلا ومستنأنفا باتصال البعض مع بعضه بصورة متوازنة ومتداخله ولايفصل بينها اصلا مسافة كبيرة او زمن بعيد وهذا كما ورد في الايات ، ومن الخطأأن نقول ان الهجرة والتعقب كان شرقا نحو البحرالاحمر وكما ورد من بعض المتابعين والمفسرين والمعنين ،وفي رأئي وتحليلي الشخصي ان هجرة سيدنا موسي وقومه وحسب ماورد وجاء في القران الكريم ان الهجرة كانت والاحداث كلها في العمق السوداني ..ودليل اخر حينما قال موسى (لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا) اين يقع مجمع البحرين العزبين والذي قصدهم موسى بالله عليكم اين يقع مجمع البحرين واثبت ان البحرين هو ملتقى النيلين بمعنى اليم والنيل والذى وضح في سورة البقرة وسورة طه وسورة القصص،ويونس ،والزريات،وكل الايات وعدد السور المعروفة والتي روة قصة سيدنا موسى وبالاخص سورة الكهف،وكما ذكرت ان الهجرة كانت في العمق السوداني حيث دولة ومماليك النوبه من حدود الدولة الجقرافية لحكم فرعون حتي حدود المملكة النوبية جنوبا ،وكانت السكوت اخر منطقة حدودية خارج نطاق حكم فرعون ،والتي تقع داخل حدود المملكة النوبية والتي تكيد العداء الى فرعون ،لذلك خرج موسى مع قومه مسرعا بالليل قاصدا منطقة السكوت المحس بالقرب من حلفا كما ذكر ذلك في التوراة سفر الخروج وفي الاصحاح اية 12 ،السير جنوبا هو عمل معقول ومنطقي لانه سيوفر ،عامل الزمن والسرعة الامان الغذاء وهو مهم جدا وتوفير الحماية السياسية وذلك بدخول حدود الدولة الاخرى النوبية والتي تكن العداء لفرعون والتي وفرت الحماية .
وعليه ان موسى سار بقومه من الناحية الشرقية الى الماحية الغربية كما وضحته الايات القرانية ،جنوبا محازيا النيل وعملية التحرك بالقوم كانت ليلا وبسرعة العبور جنوبا واصل موسى ومن معه جنوبا حتى منحنى النيل حيث يقع جبل النوركل (البركل) ويعتبر من المقدسات الى الان عند بعض القبائل ،وكما هو معروف فأن جبل البركل يقع من الناحية الغربية اي المنحنى الغربي ..ويقول الله تعالى :(وماكنت بالجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين) وهذا الجبل الغربي يقع على الشاطئ الايمن بالنسبة لحركة تدفق وانسياب المياه والتي تنحدر من الجنوب في السودان باتجاه الشمال او من المنحنى من الشرق باتجاه الغرب كما هو معروف في قوله تعالى :(فلما اتاها نودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعه المباركة من الشجرة أن ياموسى إن انا الله رب العالمين).
وكل من قنط في أراضي الحضارة النوبية من ما يسمى عرب أو عجم كانوا يستخدمون هذه المعاني النوبية والكلمات النوبية بجانب ألفاظهم لذلك نزل بها القرآن الكريم. وهذه هي السبعة دعوات التي أجابها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام دفعة واحدة:
1- رب أشرح لي صدري .
2- ويسر لي أمري .
3- وأحلل عقدة لساني .
4- يفقهوا قولي .
5- وأجعل لي وزيرا من أهلي .
6- هارون أخي - اشدد به أزري .
7- واشركه في أمري .
وبعد الإستجابة كانت الحكمة النبوية الإعجازية في حديث سيدنا موسى لربه. كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، انك بنا بصيرا، فكان الجواب "أوتيت سؤالك يا موسى"ومن قصة موسى عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام نستبط حكم كثيرة جدا منها لم يقل كي اقوى على فرعون بأخي. اذا أن الغايات تبرر الوسائل وهي لا تتحقق إلا بذكر الله عز وجل. والذكر والرسالة التي يعتريها سيدنا موسى أن الذكر يحتاج إلى صحبة تعيننا على الحق وتثبتنا عليه. في النهاية وختام هذه القصة المقدسة ما أجمل الصحبة في الله بالله.
ولقد ذكرت لم يتوقف موسى عليه السلام بل واصل العبور من نحو سكوت (وتعني سو ماء كود الماء الشديد الإرتطام بالشعب النيلية والصخور) مارا تجاه نحو مصب النيل كما يعني الصعود العكسي نحو منابع النيل ، ومهمة سيدنا موسى كانت تحرير بني اسرائيل من عبودية المصريين ، علما بأن آنذاك كانت تطلق على الأجزاء الشمالية من السودان وهي أصلها مشر ثم مسر ثم مسي تيمنا بالملك النوبي العظيم مشر وحسب ما أجمع عليه المؤرخون في التوراة. سفر- الخروج- إصحاح الآية (7) على لسان نبي الله موسى (فتزلت لأنقذهم من أيدي المصريين وأصعدهم إلى أرض جيدة واسعة تفيض عسلا ولبنا) وملاحظة عابرة في السرد التوراتي عند خروجهم من مصر أوضح ذلك اكثر لبعض المناطق التي مربها نبي الله موسى مع قومه والذي بلغ عددهم 600 ألف(ستمائة من النساء والرجال دون الأطفال مع عدد كبير من البهائم والغنم والمواشي )  في خط سيرهم في العودة ،والتي معروفة إلى اليوم باسمائها القديمة والتي وردت في التوارة سفر- عد -إصحاح "33" آية (5). فارتحل من رعمسيس ونزلوا في سكوت ثم ارتحلوا من سو كود وهي المنطقة الأثرية الأكثر شهرة في شمال السودان الحالي ونزلوا ايثام والتي بطرف البرية ثم ارتحلوا من إيثام الى فم الحيروث وهي خشم القربة الحالية وعبروا وسط البحر إلى البرية وساروا مسيرة ثلاثة أيام في برية إيثام ونزلوا في مارا ثم ارتحلوا من مارا وأتوا إلى إيليم وهي بلدة قديمة تقع جنوب نهر عطبرة بين النيل ونهر عطبرة وشرق الزيداب وهي موجودة حتى الآن وبها مدافن  وانفاق للملوك الكوشية وكل من زار الزيداب يعلم ببلدة إيليم الحضارية والتي تتمتع بالنقوش والموجودات الذهبية وكان في إيليم أيضا اثنى عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا هناك ثم إرتحلو من إيليم ونزلوا في بحرسوف وهو النيل الأزرق وهنا توصيح بسيط (( قلب حرف الفاء باء شائع أكرر قلب حرف التاء باء شائع في النوبية )) والتي سوف ارجع لهذا التوضيح لاحقا فمثلا (  تمر -بنتي وهي فنتي ) وايضا معنى الكلام بنجد (بنجي- وفنجد- فنجي ) ثم ارتحلوا من بحر سوف النيل الأزرق ونزلو في برية سين (وبرية سين بالنوبية سي "ماء" ونا فهو مثل ياء وهي ماء الله اي منطقة ماء الله المقدسة وهي سنار حاليا الموجودة في أواسط السودان وسي ن الله وهي منطقة متعرجات للنيل الأزرق اشبه بمتعرجات ومنحنيات النيل في الشمالية، أعني شمال السودان وحليفة أهل المنطقة الكوشية النوبية على حسب ملوك وراثة مملكة قري وعلوة ومجرة سنار تعني منطقة أو مكان أو نزل والسرة وهي موضحة كالآتي:- سين سرة ار منطقة أو مكان أو نزل أو برية وتوجد كما وضحت أنا في مقالات سابقة اللغة النوبية أصل وأم اللغات) حيث توجد مناطق نوبية كثيرة شبيهة مثل كمنار أرض ومنطقة الجمل والناظر للمقال فلينظر اين مناطق الجمال في السودان والتي ذكرت في القرآن على لسان سيدنا موسى عندما ورد الماء لسقية ابنة العزيز والتي قالت عنه خير من استأجرت القوي الأمين حديث وكلام كله مترابط ومتواصل ومرصوص كالبنيان في تثبيت الحقائق وفق المنطق والإثبات والبرهان لكل الأحداث النبوية والتي وقعت في هذه المناطق والتي تعتبر عند الملوك الكوشيين النوبيين السودانيين مناطق مقدسة، وكذلك نجد اسم تمنار أرض ومحل ومناطق البطيخ حيثمار منطقة الحيثين وهكذا أعني انا حيث نجد الكثير والكثير من الأسماء النوبية منتشرة في بقاع العالم وان قامت فيها قارات ودول ومماليك مثل اوربا - اورو ملك باء أرض وتعني اوربا أرض اله الملك المقدس أو أرض الإله الملك القوي (قوى خارقة) وكذلك - امري كا امرى تعني وكا تعني بيت اورو دول هي (ارو دون) اوردن وتعني الملك الكبيرالعظيم (ملك الإلهة) حسب لغات الملوك في ذلك الزمان وأهم ما يميزها عنصر التقدم والفطرة والممتد من زال الزمان إلى يومنا هذا- ثم ارتحلوا من برية سين ونزلوا في دفقه وتستمر رحلة نبي الله موسى صعودا ونزولا وأثناء الرحلة قام سيدنا موسى ومن معه من الرجال من مصر وهي شمال السودان الحالي كما اجمع جميع المؤرخون وهي من حدود أسوان إلى حدود حلفا ، وورد في التوارة بأن المنطقة التي ختنوا فيها الأبناء سميت بإسم المختونين والبلدة تحمل اسم المختونين إلى اليوم إلى هذه اللحظة وهي باللغة النوبية مريدي كما وضحت الآن مريدي تعني باللغة النوبية المختونين وهي كلها دلائل وبراهين أن نبي الله موسى سوداني. وجبل الطور المذكور في القرآن موجود في السودان. دليل حديث اللغة النوبية من القرآن الكريم والتي تخاطب بها نبي الله موسى على لسانه في كتاب الله وسنته يقول الأخ والصديق الدكتور مناع القطان أصول الكلمات في القرآن الكريم يرجع إلى اللغة الفارسية و الحبشية والصحيح أقوله أنا هنا أنها ترجع إلى الأصول النوبية ولأسباب كثيرة:-
 أولا: هي أصل الخلق كما أثبت في كتاب الإنسان في الشتات وأعني أن إنسان الحضارة الكوشية النوبية السودانية هو أصل الخلق والتي ترجع إلى الخريطة الجينية السودانية كل الخلق.
 ثانيا: أن اللغة النوبية بأصلها ترجع إلى الأصول والجذور الإنسانية والتي بدأ الخلق معها.
 ثالثا: الكلمات النوبية المذكورة آنفا لكل من يسكن  الجزيرة العربية وجنوب الصحراء، اللغة النوبية بإتساع مناطق إنتشارها نتيجة اتساع مماليك وملوك حضاراتها والتي ساعد في انتشار اللغة والتجارة والهندسة والزراعة من مكان إلى مكان بمساعد طبق لأصل اللغة للعمال والفلاحين والتي احتوت مورواثات التاريخ الإنساني منذ نشؤء الخلق إلى يومنا هذا. وهنا توضيح اللغة النوبية وتفسير أنها في القرآن الكريم وما جاء على لسان سيدنا موسى قال تعالى: ((وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)) سورة طه.... هش تعني قف للحيوان بالنوبية وتعني نفس المعنى في القرآن الكريم، قال تعالى ((فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)) دكا يعني ازاله وجعل محله نظيفا جميلا ويصبح مكان للجلوس وهو يكون فعل دكا المنضدة أو المقعد وذلك المعنى بالنوبية شمالا وغربا وشرقا وفي القرآن نفس المعنى.وقال تعالى :((لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين )) أبلغ وتعني الوصول أو بلوغ المحل أو المكان المقصود وهذا يا أخواتي أكبر دليل على أن نبي الله موسى سوداني لا يوجد في كل هذه الدنيا مجمع للبحرين غير مجمع النيل الأزرق والنيل الأبيض وهذا ما لا نجده في مصر. وسوف أضيف أصل اللغة النوبية القرآنية بالدليل والتوضيح مادام بدأ في سرد أصلها من القرآن قال تعالى:((كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة)) تتكون قسورة من مقطعين قوس : وتعني أسفل الحلق أي الجزء الأمامي للرقبة، ورل: تعني التثبيت أي المسك مع القفز (قوسورل) وهي اسم صفة لحيوان مفترس وذلك بالنوبية وهو نفس المعنى في القرآن الكريم- حطه قال تعالى: ((وادخلوا الباب سجدا وقولواحطة )) حطة تعني الحاجز بالنوبية وهي تعني نفس المعنى في القرآن الكريم فعندما يقال بالنوبية (حطة أكي - ميرن)  يقصد بها بيني وبينك حاجز- بست -بس قال تعالى في سورة الواقعة واصفا أهوان يوم القيامة :((وبست الجبال بسا)) بس تعني الفعل يتفجر ويتفتت بالنوبية وفي القرآن الكريم نفس المعنى- وقال تعالى في سورة الواقعة :((أفرايتم النار التي تورون)) تور تطلق على الفعل يشتعل وعلى اسم آلة الكير النفخ لإيقاد النار والتي يستعملها الحداد في نفخ النار وذلك بالنوبية في الشمال والغرب والشرق وفي القرآن تحمل المعنى ذاته- قرّتي قال تعالى:((قرة عين لي ولك)) قرتي بالنوبية تعني عين الفرح وباب السعد وجملة وكمال السرور وهي المعنى نفسه في القرآن الكريم. في سورة مريم قال تعالى : ((لقد جئتم شيئا إدا)) أصلها اودي الفضيحة والعار والعمل الغير حميد وهو نفس المعنى في القرآن الكريم وذات المعنى عند النوبيون.
سياق الآيات التي تم ذكرها تدل على أن موسى وقومه كانوا في الشاطئ الأيسر عندما نودي موسى من جانب الشاطئ الأيمن الذي يقع كما ذكرت فيه الجبل الغربي. ووجودهم على الشاطئ الأيسر قد يصبح دليلا على أن العبور كان من الشرق للغرب. قوله تعالى : ((يابني اسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن وأنزلنا عليكم المن والسلوى)) وقوله تعالى :((وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا)). ومن أكثر الدلائل قوله تعالى تعالى :((لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضي حقبا )) من سياق الآية أن نبي الله موسى عليه السلام كان يعرف المنطقة جيدا ولم يسال عن مجمع البحرين وأذكرهنا الفرق بين (مجمع البحرين) في بحر واحد وفرق البحر إلى بحرين فالجمع يجمع بين بحرين مختلفين والمفرق على عكسه تماما يقسم البحر الواحد لأكثر من بحر كما هو معروف هنا أوفق صلة  النوبة أكرر النوبة القديمة ليهود أورشليم دليلا قاطعا لعلاقة بين بني اسرائيل قوم نبي الله موسى بالسودان ولقد قلت وذكرت مرارا اذا لم يكن للنوبة القديمة صلة بأهل أورشليم فما هو الدافع للصرف عليهم ودعمهم ماديا من خزانة دولتهم آنذاك؟
حقيقة الشواهد التاريخية والحقيقة النوبية القديمة تقول حسب تحليلي هذا أن قوم بني اسرائيل (قوم أورشليم) تحركوا أيان نزوح نبي الله موسى من منطقة عرمسيس إلى سكوت وذلك في هجرات عكسية من وإلى منابع النيل وكذلك مصبه ولقد تحركوا كما وضحت بالدقيق من منطقة جبل البركل (وبركل تعني نوركل نور إله وكل محل أو برية أو نزل أو مكان ) إلى نحو القدس فتاهو أربعين سنة في مكان ما ثم بعد ذلك وضعوا القدس وأسسوا دولتهم وهاهو التوراة يذكر منطقة السكوت وتعني (السكوت سو كود. سو الماء وكود الشديد الارضطام بالصخور النيلية والشعب المرجانية النيلية) فيقول:  وارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية (سفر الخروج الإصحاح 13 آية 30) والمقصود أنهم خرجوا من منطقة السكوت في اتجاه الشمال الشرقي كما ذكرت من قبل فتاهوا الصحراء والجبال هذا هو سبب العلاقة بينهم وبين دولة النوبة فهم جزء من مكونات المنطقة وهاجروا إلى القدس لأسباب دينية من أرض الجدود الأصلية أرض المملكة الكوشية النوبية السودانية فقد كانت خراق النيل صعبا عليهم فلذلك ترددوا وتعنتوا  كثيرا قبل أن يذهبوا إلى موسى وقالو لنبي الله موسى عليه السلام ((اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)) وبسبب هذا العصيان عوقبوا بهذا الكلام بالتيهان في الصحراء أربعين ليلة بعد أن فارقوا النيل ونعيمه من منطقة السكوت بالقرب من النيل أو على النيل قال تعالى: ((وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانو يعرشون))  يقول سيد قطب في تفسير الظلال وابن جزئي  يقولان استخلاف المستضعفين من قوم نبي الله موسى  لم يكن في مصر الحالية ولم يكن في مكان غرق فرعون وفي مكان حكمه وإنما كان في أرض الشام وبعد سنين عددة من حادث إغراق فرعون وبعد إنتقال نبي الله موسى عليه السلام وبعد التيه أربعين سنة.
حيث أقول : إن الذين قالوا إن الأرض مباركة هي أرض الشام هذا الحديث والكلام غير صحيح ومخطئين من غير شك لأن سياق الآيات التي تم ذكرها تتحدث عن عاقبة فرعون وقومه بالتالي ما من المنطق أن نفسر كلمة الأرض هي أرض الفراعنة التي هي تحت سيطرت الفراعنة أو أرض الهجرة وإخراج الأرض من هذه المنطقة.
الجغرافية لمنطقة جغرافية أخرى خارجية من منطقة الحدث التاريخي وهو كما أكرر ذكره أنه تعسف  في التاريخ في التفسير ومنهج اؤكده غير صحيح بالمرة والاستخلاف لا يعني عندنا بالضرورة في المعنى الدال عملية الحكم السياسي العقائدي في المقام الأول قبل أن تكون المسألة مسألة سلطة أو تمكين سياسي ولأن موسى وقومه لم يحكموا مصر أو أرض فرعون كما أشار التوارة ومن بعده كذلك أشار سيد قطب والتوارة تقول في ذلك (لئلا يندم الشعب إذا روا حربا ويرجعوا إلى مصر فأدار الله الشعب في طريق برية بحر سوف) (وسوف هنا تعني النيل الأزرق ومنطقة سنار وتعني سن سُرة وار تعني منطقة أو برية أو مكان أو محل) سفر الخروج13 آية 17.
ولهذا قد يأتي الاستخلاف بمعنى استخلاف الحرية من العبودية وأيضا استخلاف (الإمتلاك) وكذلك استخلاف الإمتلاك بزمام الأمور للسيادة التبعية،وهذا ما حدث بالفعل لقوم سيدنا موسى نبي اسرائيل في المنطقة التي هاجروا إليها وعلى ضفاف النيل والذي كان يجري على عرش فرعون حيث كانوا هم عبيدا يفلحون له الأرض ولا يملكونها وبعد هلاك فرعون وجنوده في اليم أصبح هؤلاء العبيد من قوم نبي الله موسى بني اسرائيل أحرارا وملاكا يمتلكون الأرض والزرع والضرع والصناعة والمعادن في شرق النيل وغربه ويستفيدون من كل شي أو عمل لأنفسهم وهذا هو معنى الإستخلاف الحقيقي، ومن سياق ما تم ذكره واستدلال لشمل علمه أقول أن الأرض التي باركها الله وفي هذا السرد التاريخي هي أرض الهجرة في العمق السوداني وليست أرض فرعون ولا أرض مصر الحالية لأن التوارة تقول: (لئلا يندم الشعب إذا روا حربا ويرجعوا إلى مصر  سفر الخروج13 آية 17 ) ووفقا لهذا لانص التوارتي أنهم لم يرجعوا إلى مصر ليحكموها فالبتالي لا يمكن أن يكون الاستخلاف حدث في مصر ولطالما الاستخلاف لم يحدث لم في مصر وفقا للتوارة سفر الخروج 13 آية 17 إذا الأرض التي بارك الله فيها ليست مصر ولا يمكن أن الاستخلاف حدث في الشام أيضا لأن الشام لم تكن بأي صورة من الصور من ممتلكات فرعون حتى تشملها الآية في سفر الخروج كتابة التوارة 13 آية 17 . دخول بني إسرائيل القدس في منطقة الشام كان بعد فترة ططويلة جدا من حادث الإغراق وحتى تأسيس ملكهم كان أيضا بعد فترة زمانية ومكانية ليست بالغربية لحادث الإغراق  ولما كانت الآية من الاستخلاف توضح الاستخلاف بعد وقت قصير جدا من إغراق فرعون بناء لما ذكر لا يمكن أن تشترك مصر في هذه المعادلة ولو بنسبة 1% ولا يمكن أبدا للشام من مكان في هذه المعادلة التاريخية وهذه الملحمة الإ نسانية أبدا.
أتمنى من الامولى عز وجل أن أكون قد وفقت في سردي وطرحي واستدلالي بالحجة والبراهين وبالاثبات. وأن أكون قد أضفت سردا تاريخيا نافعا جديدا لحضارتنا الكوشية النوبية السودانية - (.... خلق الإنسان علمه البيان) ونعم المولى ونعم النصير... قصص من حياة سيدنا موسى عليه السلام..بروفيسورمحمدعلاءالدين الادريسي

 النبي موسى: هو نبي الله  موسى ابن عمران ، كان عليه السلام نبي لبني إسرائيل، ولد بعد وفاة نبي الله يوسف عليه السلام بنحو 520 سنة في أرض مصر الذي كان يحكمها فرعون في ذلك الوقت وكان يضطهد بني اسرائيل، ويهينهم ويعذبهم، حتى أنه أمر بقتل مواليدهم الذكور حتى ينقطع نسلهم، وخوفا من النبي الذي سيولد لبني اسرائيل وخلص الناس منه.– عندما ولد سيدنا موسى كان فرعون قد أمر بقتل المولودين الذكور، فخافت والدته من هذا المصير فأوحى الله لها أن تلقيه في اليم، وأن الله سيحفظه له، وسيرده لها، ففعلت والدته ما أمرت به، فوجدته زوجة فرعون وأحبته وتعلقت به، واتخذته ابناً لها، وتربى موسى عليه السلام في قصر فرعون، وهي من ألقت عليه اسم موسى وتعني المنتشل من الماء.– تربى النبي موسى في قصر فرعون ولكنه كان يعرف انتمائه لبني إسرائيل، وفي يوم كان يمشى في المدينة فإذ به يرى رجلين يتقاتلان، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من آل فرعون، فاستنجد به من هو من بني اسرائيل، فنجده وضرب الآخر ضربه قتلته دون قصد، مما جعله خائف، وانتشر الخبر في المدينة  مما جعله يهرب واتجه إلى بلاد الشام.– تعرف موسى على النبي شعيب الذي سقي موسي لابنتيه دون أجر، فحكي موسى له قصته، وعرض النبي شعيب عليه أن يزوجه أحد ابنتيه على أن يأجره ثماني سنوات، وبعدما مر عشر سنوات قرر موسى الرجوع إلى مصر مرة أخرى.– سافر سيدنا موسى إلى مصر هو أهله، وخلال رحلته أوحى الله عليه، وكلفه بالرسالة وامره أن يذهب إلى فرعون يبلغه رساله الله له وجعل الله من عصى موسى معجزه، فطلب موسى من الله أن يرسل هارون أخوه لأنه أفصح منه في الكلام، وذهب وموسى وهارون إلى فرعون برساله الله ومعجزة  فلم يصدق وكذبهم، وتمادي في ظلمه حتى انتهى الأمر بغرق فرعون، نجاة موسى وبني اسرائيل .قصص من حياة سيدنا موسي :– جاءت امرة إلى النبي موسى عليه السلام وطلبت منه أن يدعو الله أن يرزقها بابن صالح، فدعا الله لها أن يرزقها بابن، فأخبره الله تعالى أنه كتبها عقيم، فأخبرها موسى بما قاله له ربه، فكررت المرأة هذا الطلب بعد عام وتكرر نفس الرد، وعادت المرأة إلى موسى بعد عدة أعوام وهي تحمل ابنها علي يديها فسئل موسى ربه قائلا (كيف يكون لهذه المرأة طفل وانت كتبتها عقيم !!) فقال الله تعالى له (كلما قلت (عقيم ) هي تقول (رحيم )، فطغت (رحمتي) على (قدرتي).– سافر النبي موسى إلى مدينة مدين بعد أن هرب من مصر، وعندما جلس ليستريح وجد فتاتين ينتظرا انتهاء الرجال من ملء المياه، فسألهما لماذا لا يأتي أحد من أسرتهما ليسقي لهما، فقالا له إن والدهما شيخ كبير لا يستطيع أن يسقى لهما، فسقى لهما موسى، فلما حكى الفتاتين لوالدهما فاعجب به، فأمر أحدى بناته أن تذهب إليه وتأتي به إليه، وعندما طلبت منه أن يذهب إلى أبيها سار معها وطلب منها أن توصف له الطريق وتسير هي خلفه حتى لا يرى جسمها وهو يتحرك، وذلك دليل على عفته وزهده ونبل أخلاقه.– سئل موسى الله أي الناس أعلم؟ فقال الله : أن هناك عبد في البحرين، هو أعلم الناس وأسمه الخضر، فسافر إليه موسى طلبا منه العلم، وطلب منه أن يعلمه ما علمه الله له، فوافق الخضر وطلب منه أن يلتزم بالطاعة وألا يسأله على شيء، فركبا سفينه دون أجر، فخلع الخضر لوحة من السفينة فاعتقد موسى أنه يريد أن يغرق السفينة، فسئل الخضر عن سبب هذا، وذكره الخضر باتفاقهما، فاعتذر موسى، وبعدما خرج من السفينة وجدا فتى فقتله، فانكر موسى فعلته فذكره مرة اخري بالاتفاق، فاعتذر موسى مرة أخرى، ثم ذهبا إلى قرية فكان هناك سور آيل للسقوط فأعاد الخضر بنائه، فسأله موسى عن سبب بنائه السور، ففارقه الخضر، واخبره أنه كان يحاول أن يقوم بعيب في السفينة حتى لا يأخذها حاكم ظالم يأخذ السفن الجديدة، وقتل الفتى كان حفاظا على والديه الصالحين من فساه، وأما الجدار فهو لطفلين يتيمين ويوجد تحته كنز لهما فأقام السور ليحافظ عليه لهما، واخبره في النهاية أن الله هو الذي اخبره.. تممة قصة سيدنا موسي عليه السلام.. ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﺗﻬﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﻧﻪ ‏( ﺣﺰﺑﻲ‏) ﻓﻘﺎﻝ : 
" ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﺸﺮﺫﻣﺔ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ
ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻟﻐﺎﺋﻈﻮﻥ " !!
ﻭﻟﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ‏( ﺍﻟﺪﻳﻦ ‏) ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻝ ﺩﻳﻨﻜﻢ
ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ " !!
ﻭﺻﺮﺡ ﺑﻮﺟﻮﺩ ‏( ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ‏) ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻩ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻤﻜﺮ ﻣﻜﺮﺗﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻫﻠﻬﺎ " !!
ﻭﺍﺗﻬﻢ ﻣﻮﺳﻰ ‏(ﺑﺎﻟﺘﺨﺎﺑﺮ‏) ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﻓﻚ ﺍﻓﺘﺮﺍﻩ ﻭﺃﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ " ..
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﻩ ‏( ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ‏) ﺑﻘﺘﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺫﺭﻭﻧﻲ ﺍﻗﺘﻞ ﻣﻮﺳﻰ " !!!
ﻭﻗﺎﺩ ‏(ﺣﻤﻠﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ‏) ﺷﺮﺳﺔ ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﺴﺎﺣﺮ ﻣﺒﻴﻦ " ...
ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ‏( ﺑﺎﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ‏) ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ :
" ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﻟﻨﺎ ﻷﺟﺮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﻦ " ..
ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‏( ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ‏) ﻓﻘﺎﻝ
:
" ﻧﻌﻢ ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ " !!!
ﻭﻛﻌﺎﺩﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ ‏( ﻓﻌﻨﺘﺮﻳّﺘﻬﻢ‏) ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ :
"ﺳﻨﻘﺘﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭﻧﺴﺘﺤﻴﻲ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﺇﻧﺎ ﻓﻮﻗﻬﻢ
ﻗﺎﻫﺮﻭﻥ " ..
ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻬﺖ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻘﺼﺔ ؟ !
ﻻ .. ﻓﺒﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻫﻮ ﻣﻮﺳﻰ ...
ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻫﻮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ..
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻃﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﻗﺼﺮﺕ ..
ﻓﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ :
" ﻋﺴﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺪﻭﻛﻢ ﻭﻳﺴﺘﺨﻠﻔﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﻴﻨﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ "
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً .... :
" ﺃﻧﺠﻴﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺛﻢ ﺃﻏﺮﻗﻨﺎ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ " 
       

في عهد موسى عليه الصلاة والسلام  كليم الله

عاشت اسرة فقيرة مكونه من زوجين .

قد اخذ منهم الفقر مأخذه ..سنين طويله .

يعانون قساوة العيش وصبر على مر الايام .

وبينما كانوا مضطجعين على فراشهم .

سألت الزوجه زوجها قائلة :
يازوجي اليس موسى نبي الله وكليمه .

قال لها نعم .
قالت له اذاً لماذا لا نذهب  إليه ونشكوا له حالنا وما اصابنا من فقر 
ونطلب منه ان يكلم ربه عن حالنا ويسأله ان يغنينا من فضله .

كي نعيش مابقى من عمرنا في هناء ورغد من العيش 

فقال الرجل نعم الرأي يا امرأة.

فلما اصبح الصبح ذهبا إلى نبي الله وكليمه عليه افضل الصلاة والسلام .

وشكا له حالهما وطلبا منه ان يكلم ربه ان يغنيهم .

فذهب موسى للقاء ربه وكلمه عن حال تلك الاسرة .

وهو السميع العليم سبحانه لا تخفى عليه مثقال ذرة في السموات والارض 

فقال الله لموسى ياموسى قل لهم اني سوف اغنيهم من فضلي ولكن عام واحد  فقط ...فإذا انقضى العام عادوا لما كانوا عليه من فقر .

فذهب موسى وبلغهم بان الله قد استجاب لهم  وانه سوف يغنيهم ...ولكن لمدة عام واحد فقط .

فاستبشر الزوجان وسروا سرور عظيم .

فإذ بالارزاق تأتيهم من حيث لا يعلموا ..
وصاروا من اغنياء القوم

وبدأت حياتهم تتغير وعاشوا في رغد من العيش .

فقالت الزوجه يارجل تذكر اننا سننعم لمدة عام  وبعد انقضاء المدة سوف نعود لفقرنا .

قال نعم .
فقالت له اذاً نقوم باستخدام هذا المال ونصنع لنا معروفا عند الناس.

فإذا مر العام وعدنا إلى فقرنا ..
ذكر الناس معروفنا الذي صنعناه لهم  فيعطونا  ولا يردونا ان طلبنا منهم قوت

فقال الزوج اصبتي يا امرأة...

فقاموا ببناء منزل على مفترق طرق المسافرين .

وجعلوا في كل واجهة من المنزل باباً مشرف على الطريق.

وكانت سبع طرق ففتحوا سبعة ابواب .

واخذوا يقومون باستقبال الغادي  والرائح  ويصنعون الطعام لهم ليلا ونهار 

وظلوا يشتغلون ..وتمر الايام والشهور .

وموسى تأمل حالهم يوما بعد يوم .

انقضى العام ..وهم على حالهم ومنشغلين بصنع الطعام واكرام الضيف 

حتى انهم نسوا تلك المهله التي حددها لهم ربهم .

مر العام ودخل عليهم عام جديد ..وهم على ماهم عليه لم يفتقروا .

فتعجب موسى وكلم ربه وقال يارب .
قد اشترطت عليهم عام واحد فقط .

والان هم في عام جديد ولم يفتقروا ..

فقال المولى الكريم ياموسى .

فتحت لهم باب من ابواب رزقي ففتحوا سبعة ابواب يرزقون فيها عبادي .

ياموسى .....استحيت منهم  .
ياموسى ايكون عبدي اكرم مني  .

سبحانك يا اكرم من كل كريم ويا ارحم من كل رحيم 
                  آمــيـــن    
   ‏                 قصة نبي الله موسي كما جاءت في القران الكريم.. سبحانه وتعالى يتصرف في الكون ، ويتصرف مع عباده تصرفاً لا يعلم حكمته إلا الله ، أي لا يعلم سر القضاء والقدر إلا الله ، فسر التصرفات الإلهية ، وحكمة الأفعال الإلهية علم مستقل قائم بذاته ، فقد آتى الله سيدنا الخضر ، وهو نبي في رأي معظم العلماء عليه السلام ، من لدنه علماً ، فكأن هذه القصة لقاء عظيم رائع ، بين قطب عظيم من أقطاب الشريعة ، وقطب عظيم آخر من أقطاب الحقيقة ، فنحن مع سيدنا موسى مع قطب من أقطاب الشريعة ، ونحن مع سيدنا الخضر قطب من أقطاب الحقيقة . والشريعة والحقيقة التقتا ، ومن خلال هذا اللقاء العظيم تتضح بعض الحقائق المهمة التي نحن جميعاً في أمس الحاجة إليها ، ومن لقاء قطبي الشريعة بالحقيقة تتضح بعض أسرار القضاء والقدر ، ومنها نعرف معنى قوله تعالى :﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾(سورة البقرة : 216) كأن ملخص هذه القصة تلك الآية :﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ يجب أن تضبط أفعال العباد بالشريعة ، لكن أفعال الله عز وجل تفسر بالحقيقة . ويجب أن تكون أفعال العباد وفق الحلال ، والمباح ، والمندوب ، والأمر ، ويجب أن تبتعد عن المكروه ، والمحرم ، هناك شريعة دقيقة جداً ، فيها حكم كل شيء ، كل حركة ، وكل سكنة ، وكل تصرف ، وأية علاقة تضبطها الشريعة ، لكن أفعال الله عز وجل علم التصرفات الإلهية ، وسر القضاء والقدر ، فعلم الحقيقة يكشف لنا جانباً منه . ففي لقاء هذين النبيين العظيمين لقاء سيدنا موسى مع سيدنا الخضر تتضح حقائق كثيرة من علم الحقيقة .سبب ورود قصة موسى مع الخضر : ورد في بعض الأحاديث الشريفة عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :(( بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ ؟ قَالَ مُوسَى : لَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى : بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ، وَقِيلَ لَهُ : إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ :﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾فَوَجَدَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ ))[متفق عليه] سيدنا موسى نبي مرسل ، ومادام نبياً مرسلاً فهو بالبديهة أعلم علماء الأرض ، فما كان من هذا النبي العظيم إلا أن قال : أنا أعلم علماء الأرض ، فأوحى الله إليه ما أوحى .﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾ ليس أعلم منك مطلقاً ، أعلم منك في علم الحقيقة ، وأنت أعلم منه في علم الشريعة ، ينبغي أن تقول : أنا في هذا العلم ، قد علمني ربي ، هذا ما ورد في بعض الأحاديث أن الله عز وجل أراد أن يُعلمه ، وأن يُعَلمه أن في الأرض عبداً صالحاً آتاه الله رحمة من لدنه ، وعلمه من لدنه علما هو أعلم منك . فما كان من هذا النبي العظيم إلا أن سأل الله عز وجل : يا رب ، كيف ألتقي به حتى أتعلم منه ؟بداية القصة : خروج موسى مع فتاه طلبًا للقاء الخضر : الآن بدأت القصة :﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ﴾ فتاه ؛ أي فتى صاحب سيدنا موسى ، ليتعلم منه ، وليخدمه ، فكان في الوقت نفسه خادماً ومتعلماً .﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ لا أبرح أسير إلى أن أصل إلى مكان حدده الله عز وجل ، حينما أوحى الله إلى سيدنا موسى قال : يا موسى تلتقي مع الخضر ، مع هذا العبد الصالح في مجمع البحرين ، وما دام الله عز وجل قد أخبر سيدنا موسى أن هذا العبد الصالح يراه في مجمع البحرين ، عندئذٍ قال هذا النبي العظيم : لا أبرح ، أمشي ، وأبحث ، وأسير .﴿ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ وإن لم أبلغ هذا المجمع :﴿ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ سأسير حقباً طويلة ، سنوات وسنوات ، إلى أن ألتقي بهذا العبد الصالح .من دلالات خروج موسى للقاء الخضر : فضل العلم : انظروا أيها الإخوة ، كم هو ثمين هذا العلم في نظر هذا النبي العظيم ، أحدنا يصرف نفسه عن حضور مجالس العلم لسبب تافه جداً ، يقول : عندي موسم ، أو زارني ضيف ، فهو لسبب تافه يصرف نفسه عن حضور مجالس العلم التي هي مجالس الذكر . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله فيه إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، وما اجتمع قوم في مجلس فلم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن أنتن من جيفة .﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ وكانت علامة هذا المكان فيما أوحى الله لهذا النبي العظيم أن يفتقدا حوتاً لهما كانا قد أعداه للطعام ، إذا افتقداه في مكان ما ، فهذا المكان مكان اللقاء بالعبد الصالح .  معنى : مَجْمَعَ البَحْرِيْنِ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا ﴾المعنى الأول : يعني مجمع البحرين .المعنى الثاني : وبعضهم قال : مجمع البحرين يعني اجتماع بحري الشريعة والحقيقة ، هذا وجه من وجوه التسمية ، اجتماع بحري الشريعة والحقيقة .﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾ كانا قد أعدا حوتاً ، وجهزاه للطعام ، ووضعاه في حقيبة إن صح التعبير ، ووضع هذا الحوت في مجمع البحرين ، وفي بعض الأقوال غير الثابتة أن مجمع البحرين مكان التقاء البحر الأحمر ، والبحر الأبيض المتوسط ، فهما مجمع البحرين .﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾ نسي سيدنا موسى أن يتفقد الحوت ، ورأى فتاه من الحوت منظراً عجيباً نسي أن يخبر سيده موسى ، هذا الحوت .﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾معنى : فَاتَّخََذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ سَرَبًاالمعنى الأول : قال بعض المفسرين : " هذا الحوت وقع في البحر " .المعنى الثاني : وقال بعضهم : " كانت معجزة أن عادت له الحياة فسقط في البحر ، وعاش فيه ، رأى الفتى الذي رافق سيدنا موسى هذا المنظر فالحوت ، فإما أنه وقع في البحر ، أو أنه عادت له الحياة فوثب في البحر ".﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾ وقد تكون عودة الحياة إلى الحوت ، ووثوبه إلى مياه البحر أيضاً علامة من علامات اللقاء مع العبد الصالح .﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا ﴾ أنساهما الله عز وجل سقوط الحوت في البحر .من استنباطات الآية :الاستنباط الأول : إعداد الزاد للسفر : لذلك استنبط العلماء أنه يجوز ، بل يندب لمن أراد السفر أن يعد الزاد ، وليس في إعداد الزاد تناقضاً مع التوكل ، اعقل وتوكل ، واستنبط العلماء أيضاً وجوب الرحلة في طلب العلم ، كيف أن هذا النبي العظيم قال :﴿ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ أراد أن يصل ، أن يسافر من أجل لقاء هذا النبي العظيم .﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾الاستنباط الثاني : المشقة في طلب العلم : يعني تعبا ، تعبنا أين الطعام يا فتى ؟ عندئذ تذكر هذا الفتى أن الحوت الذي قد أعداه للطعام سقط في البحر .﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾كيف اتخذ الحوت سبيله في البحر سربا ؟!!! ليس في الآية قرينة على أن الحياة قد عادت له ، لكن هناك آية تالية تشير من طرف خفي إلى أن هناك شيئاً عجيباً ، كيف وقع هذا الحوت في البحر ، من هنا استنبط العلماء أنه ربما عادت الحياة إلى الحوت بعد شيِّه ، ووثب في البحر .قال الغلام :﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ﴾كيف اتخذ الحوت سبيله في البحر عجبًا ؟!!! واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا ، هناك شيء عجيب ، وخارق للعادة ، أن حوتاً مشوياً ، أي سمكةً مشويةً تعود لها الحياة ، وتثب في البحر ، والله أعلم ما إذا كانت الحياة قد عادت لها أو لم تعد ، لكن الشيء الثابت أن الحوت قد اتخذ سبيله في البحر ، عندئذ عرف سيدنا موسى أن هذا المكان الذي نسيا فيه الحوت هو مجمع البحرين ، وهو مكان اللقاء المنتظر .﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾فقدان الحوت أمارة مكان اللقاء : ذلك ما كنا نبتغي من هذا السفر الطويل ، وهذا هو الهدف ، لأن المكان الذي افتقدنا فيه الحوت هو مكان اللقاء كما أخبره الله بالوحي .﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ بعد أن قطعا يوماً وليلة بعيداً عن مجمع البحرين ، وعن مكان سقوط الحوت في البحر ، ارتدا ، وعكفا راجعين إلى مكان افتقاد الحوت ، لأن هذا المكان هو مكان اللقاء المنتظر الذي يحرص عليه سيدنا موسى عليه وعلى نبيناً أفضل الصلاة والسلام ، وكما وعده الله عز وجل ، وكما أوحى إليه في هذا المكان مكان افتقاد الحوت ، مجمع البحرين .﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾العبودية أعلى مرتبة للإنسان : أعلى مرتبة ينالها الإنسان في الحياة الدنيا أن يكون عبداً لله ، وأن تتحقق فيه العبودية لله عز وجل ، والعبودية معرفة يقينية ، تفضي إلى طاعة طوعية ، تنتهي إلى سعادة أبدية ، معرفة يقينية ، فطاعة طوعية ، فسعادة أبدية .﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾كيف تكسب العلم ؟ العلم يكتسب بالمدارسة ، والمطالعة ، وحضور مجالس العلم ، والتأمل ، والتفكر ، فإذا حاز الإنسان العلم بالأسباب فهذا العلم الذي نعرفه جميعاً ، أما العلم الذي يحوزه الإنسان من دون أسباب أرضية هو العلم اللدني ، فهذا العبد الصالح ، آتاه الله رحمة من عنده ، وعلمه من لدنه علما .هل الخضر عليه السلام نبيُّ ؟ هناك إشارات ، ودلالات كثيرة يقينية على أن سيدنا الخضر عليه السلام نبي ، إما أنه نبي مرسل ، أو غير مرسل ، هذا موضوع خلافي ، وبعض العلماء يظنونه ولياً ، فهو بين أن يكون ولياً ، أو نبياً مرسلاً ، أو نبياً غير مرسل ، هناك قرائن ستأتي بعد قليل تبين أن هذا الإنسان العبد الصالح كان نبياً .﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً * قَالَ لَهُ مُوسَى ﴾مِن آداب طالب العلم : التواضع والأدب مع الشيخ : بأدب جم ، نبيٌ مرسل ، ومع ذلك يتأدب مع من أعلمه الله أنه أعلم منه ، وفوق كل ذي علمٍ عليم ، والأدب مع من يعلمك من لوازم التعليم ، وقد قال بعض العلماء لبعض الطلبة : يا بني نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك .﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ ﴾ الاستفهام فيه أدب ؟ هل تسمح لي بالتعلم ، الاستفهام فيه أدب ، ولم يقل : أنا سأتبعك ، فيجب أن تعلمني .﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾ فقال سيدنا الخضر :﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا يبدو أن سيدنا الخضر يعلم أن سيدنا موسى لا يصبر عليه ، وأنه عالم بالشريعة ، وأن الأفعال التي سوف يفعلها هذا العبد الصالح ربما لا تفسر في ضوء الشريعة ، هل في الشريعة أمر أن تقتل غلاماً بلا سبب ‍‍، حاشا لله ، هذا لا يتوافق مع الشريعة ، فقال له :﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ علمك الشرعي لا يسمح لك بتفسير أعمالي ، ومزاجك العصبي لا يسمح لك بالصبر . ورد في بعض الكتب عن الشيخ محي الدين أن سيدنا الخضر قد أعد لهذا النبي العظيم ألف مسألة ، فلما كانت الثالثة فقد سيدنا موسى صبره ، عندها قال عليه الصلاة والسلام :(( يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى ، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا ))[البخاري ومسلم عن أبي بن كعب]﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ لم يقل : إنك لن تستطيع معي كمال الصبر ، بل قال : صبرا ، على التنكير ، أي ولا تستطيع حتى الجزء البسيط من الصبر ، ثم بيّن العلة :﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾بيان علة عدم صبر موسى : يتناقض العمل في ظاهره مع الشريعة ، وأنت عالم بالشريعة ، وأنا عالم بالحقيقة ، هناك تناقض بيني وبينك .﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ ما كان من هذا النبي الكريم إلا أن أظهر الجلد ، والصبر ، والعزيمة على متابعة هذا العبد الصالح كي يتعلم منه ، فقال :﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ انظر إلى الأدب مع الله عز وجل ، الاستثناء ، إن شاء الله .من استنباطات الآية : الصبر على طلب العلم : استنبط العلماء من هذه القصة أنه ينبغي على الذي يحضر مجالس العلم أن يصبر ، وألا يعترض ، وأن يتأدب .﴿وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي﴾شرط الخضر في قبول اتباع موسى له : شرط :﴿ فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ انظر واسكت ، اتبعني ولا تعترض ، ولا تبادر بالسؤال ، فأنا سأخبرك عن كل شيء .﴿ فَانْطَلَقَا ﴾ انطلقا ليعرفا الحقيقة ، وبعضهم قال : انطلقا من عقال المادة .﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾خبرُ ركوبِ موسى مع الخضر السفينةَ : تروي بعض الكتب أنهما ركبا في سفينة لمساكين ، لأناس فقراء ، وأن عصفورين وقفا على طرف السفينة ، وغمسا منقاريهما في الماء غمستين ، فقال الخضر لسيدنا موسى : ما علمي وعلمك في علم الله إلا كهاتين النقرتين في البحر ، أي بماذا يرجع هذا العصفور إذا غمس منقاره في البحر ؟ ما علمي وعلمك في جانب علم الله عز وجل ، إلا كهاتين النقرتين في البحر .﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾من استنباطات الآية : جواز ركوب البحر : واستنبط العلماء من هذه الآية جواز ركوب البحر .خرق الخضر للسفينة وإنكار موسى عليه : خرقها ، أي أمسك بقدوم ، وقلع من جدار السفينة لوحاً خشبياً ، وهذا عمل غير منطقي ، وغير معقول ، بالإضافة إلى أن صاحب السفينة رفض أن يأخذ منهما أجرة نوالاً ، أركبهما ضيافة بلا نوال ، وفوق هذا العمل الطيب ، والضيافة الكريمة جاء الخضر عليه السلام ، وأمسك قدوماً ، وكسر أحد ألواح السفينة ، واقتلعه ، فقد سيدنا موسى صوابه ، وقال :﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ هذا عمل غير صحيح ، ماذا فعل معك صاحب السفينة ؟ أهكذا تكافئه على عمله الطيب ؟ استنبط العلماء هنا أن سيدنا موسى لم يقل هذا بدافع من حرص على حياته ، لا ، نسي نفسه قال :﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ﴾ هذا العمل لا يمكن أن يقبل ، دعاك إنسان مسكين فقير إلى ركوب السفينة بلا مقابل ، وهو يكتسب من هذه السفينة ، ثم تخرقها له .﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ إمراً أي فظيعاً ، غريباً ، غير مقبول ، قال :﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾تذكير الخضر موسى بعدم صبره وشرطه عليه : لقد قلت لك : إنك لن تستطيع معي صبرا ، لأن الأعمال التي أعملها ، ليست خاضعة لعلم الشريعة ، إنما هي خاضعة لعلم الحقيقة ، أنت عالم بالشريعة ، وأنا عالم بالحقيقة . تذكر الوعد ، والاتفاق ، والعهد حين قال له الخضر عليه السلام :﴿ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ﴾ هنا قال : أنا تسرعت ، ومعك الحق .﴿ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ﴾ هذا أول درس ، شيءٌ عجيب ، تركب سفينة بلا نوال ، بلا مقابل ، ودعاك أصحابها المساكين إلى ضيافة كريمة ، ثم تقابل هذا الإحسان بالإساءة .﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ ﴾قصة قتل الخضر للغلام : تذكر الكتب أنه كان هناك غلمان يلعبون ، وبينهم غلام جميل جداً ، نظيف وهادئ ، فأخذه الخضر ، وذبحه ذبح النعاج ، فتفرق الأطفال من حوله ، وفزعوا ، عندئذ اشتد لسيدنا موسى الغضب وقال :﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾إنكار موسى على الخضر قتلَه للغلام : لا بد أن يكون، نفسٌ بنفسٍ ، هذه جريمة ، ماذا فعل معك هذا الغلام ؟﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾مخالفة موسى لشرطه وتذكير الخض   ر له به : هذه مرة ثانية ، خرجت عن صوابك مرة ثانية ، تذكر هذا النبي العظيم أنه خالف العهد ، وخالف الاتفاق .﴿ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ﴾ ليس لي عذر في المرة الثالثة .﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾دخول موسى مع الخضر القرية وطلبهما الاستضافة : كانا جائعين                   
ﻓﻤﺎ ﺍﺷﺒﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﺣﺔ .. ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺗﺘﻜﺮﺭ
والسؤال هنا إذا كانت هذه أحداث قصة سيدنا موسى بن عمران نبي الله عليه السلام أين كانت قصة السيدة مريم العذراء

اقراء ايضا عبر صفحات جريدة النخيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع

تكنولوجيا

أقلام واراء

ثقافة وادب

كاركاتير