شهدت أسواق الماشية في السودان انتعاشا كبيرا خلال اليومين الماضيين رغم التضخم الجامح والذي فاق معدل 370 في العملة وارتفاع أسعار الخراف إلى مستوى أعلى من مستوى متوسط أجور موظفي القطاع الحكومي.
وترتفع الأسعار متأثرة بالأزمة الاقتصادية والتضخم، حيث يباع الخروف في العاصمة الخرطوم بقيمة 50 ألف جنيها (مئة دولار)، أي أعلى من متوسط أجور الموظفين في القطاع العام والتي تتراوح بين 20 إلى 40 ألف جنيه.
وتتفاوت أسعار الأضاحي بين مناطق العاصمة السودانية والولايات، وتبدو الخرطوم جاذبة للأسعار العالية نسبة للكثافة السكانية ووجود قوة شرائية عالية.
وتشير الإحصائيات إلى أن السودان يمتلك نحو 250 مليون رأسا من الماشية لكن في ظل تدهور الخدمات البيطرية ونقص المراعي تجد الحكومة صعوبة في السيطرة على هذه الموارد.
يقول نادر حسن وهو موظف في القطاع العام لـسكاي نيوز عربية، إن أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل جنوني وهو أمر متوقع في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم مضيفا: "رغم ذلك سأشتري خروف الأضحية لا أستطيع أن اتجاوز هذا الأمر".
وتقدر الإحصائيات الصادرة من غرفة المصدرين للماشية أن هناك نحو 100 ألف رأس من خراف الأضاحي جاهزة للتوريد من مناطق الإنتاج غربي البلاد ووسطها إلى مناطق التسويق، لكن مع الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في حج هذا العام بتخفيض عدد الحجاج فإن طلبات الصادر قد تنخفض ما يؤدي إلى كبح الأسعار داخليا.
ويشير أحمد حسان وهو متعامل في بيع خراف الأضاحي جنوبي العاصمة السودانية، إلى أن الأسعار الحالية منطقية لأن أسعار العلف والرسوم الحكومية مرتفعة، لافتا إلى أن البيع جيد بالنسبة لهم ويتزايد كلما اقترب العيد.
وكانت بعض المؤسسات الحكومية تلجأ الى بيع الخراف بالأوزان في مسعى لخفض الأسعار، ويقل السعر كلما انخفض وزن الأضحية، لكن مع تسارع نسبة التضخم الشهور الأخيرة تباع بأسعار عالية في غالبية أسواق العاصمة السودانية التي يقطنها نحو 10 ملايين شخص.
ونفى مدير برنامج سلعتي مجاهد علي الحسن، وهي شركة حكومية معنية بتوزيع السلع بأسعار مخفضة، أي اتجاه لبيع خراف الأضاحي للجمهور هذا العام.
ويوضح أحمد حسان وهو تاجر مواشي جنوبي الخرطوم لـسكاي نيوز عربية، أن الماشية تنقل بالشاحنات بتكلفة باهظة جدا إلى جانب شراء العلف وجلب المياه بواسطة المقطورات البدائية، وهو ما يؤدي إلى رفع أسعارها؛ لكن حسان يتوقع انخفاض الأسعار بشكل طفيف إذا ما جرى توريد كميات كبيرة من الماشية من مناطق الإنتاج خلال اليومين المقبلين.
عادات إجتماعية
وينوه مسؤول حكومي من وزارة الزراعة في تصريح لـسكاي نيوز عربية إلى أن المؤسسات الحكومية المعنية قلقة من جدا ارتفاع أسعار الأضاحي، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا لخفض وإلغاء الرسوم في المعابر وحث التجار على بيع الخراف بأسعار معقولة.
لكن الخبير في مجال الثروة الحيوانية أسامة الطيب يوضح لسكاي نيوز عربية أن الأسعار المرتفعة للأضاحي نتيجة طبيعية لـ"التضخم والغلاء" ويستبعد وجود معالجات حكومية في هذا الصدد.
وأردف الطيب: "أسواق الأضاحي بالعاصمة والمدن قابلة للانخفاض والارتفاع وفقا للعرض والطلب".
اسكاي نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا تعليقك أو تحليلك اسفل الموضوع